محمد عبدالله الحميد

الحكاية من بلادنا في بدايتها كانت الصحيفة والكتاب مصدري العلم والثقافة، ترى الأديب والمعلم صباح كل يوم يتأبطان حزمة منهما تأتي من مصر والشام والعراق والمهجر.


غير القادرين على الشراء يطلبون من إخوانهم إعارة بعض ما لديهم، ومرت الأيام وجاء الشريط المسجل يلغى شيئاً من تلك الخصائص ويقلص نشاط المطابع، كانت معارض الكتاب ودور النشر وجهة كل قارئ يدفع لها ما استطاع من نفقة مادية في سبيل المعرفة.
انقضت علينا سحائب فضائية وتقنية متطورة حجبت ما قبلها، وأوصلت المعلومة والخبر من أنحاء العالم فوراً بسرعة البرق، ما جعل غيرها يتوارى عن الوجود.
بعض دورنا الصحفية لم تقتنع بعد بالخسارة والعجز عن المواجهة، بعضهم أنشأ مقرات واسعة وتنافس مع نظرائه أيام الأرباح الملموسة من عامين تقريبا، ووجه المنتج والمستهلك بالحقيقة الناصعة، أن لا وقت لغير هذا التطور الإنساني.
نقول مخلصين لذوي العلاقة... لا تكابروا وتزدادوا خسارة، وننصح بمسايرة العصر في مستجداته والتحول الوطني، والتوجه بإمكانياتكم المتاحة إلى نشاطات أخرى مفيدة لكم والمجتمع. 
نخص المساهمين في بناء تلك المؤسسات وحقهم على إدارييها بتصفية أملاكها وتوزيعها عليهم فلا ذنب لهم فيما حصل من مفاجآت الزمان.
المسؤولون عن الدور المتعثرة أدرى بما يعوض عليهم وعلى المشاركين لهم بالأسهم والنفقات المادية ومجالات العمل والتنمية في بلادنا ولله الحمد أكثر من أن تحصى، المهم التعامل بالحكمة والذكاء مع المفاجآت ومسابقة الزمن بكل جديد.