خالد السليمان

لا يملك النظام الإيراني الآن سوى شراء الوقت حتى تنتهي مدة ولاية الرئيس ترمب، فهم يؤملون النفس بأن الضغوط التي يواجهونها ليست إلا مرحلة عابرة تجسد سياسة شخصية للرئيس الأمريكي وليس السياسة العامة الأمريكية، يعزز هذا الاعتقاد شعور الدلال المفسد الذي منحهم إياه الرئيس الأمريكي السابق أوباما!

لكنني أظن أن المرحلة العابرة كانت مرحلة الإدارة الأمريكية السابقة، وأن صفحة الدلال طويت مع باراك أوباما وهيلاري كلينتون، أكثر من ذلك أظن أن النظام الإيراني لا يملك وقتا كافيا لتجاوز فترة الرئيس ترمب، الذي يبدو أنها ستمتد لـ4 سنوات أخرى مع التحسن الكبير في أرقام الاقتصاد الأمريكي وتدني أرقام البطالة، فالناخبون الأمريكيون لا يبدلون في العادة أي رئيس خلال فترة ازدهار اقتصادي، بينما يعاني النظام الإيراني من هشاشة وضعه الداخلي وضعف اقتصاده الذي سيزداد ضعفا مع دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة، خاصة خنق شريان النفط مطلع نوفمبر القادم!

الخيارات التي يملكها النظام الإيراني للخروج من أزمته محدودة جدا بل ربما معدومة، وفي مقال الأمس أشرت إلى أنه لا يملك كلفة فاتورة دخول أي مواجهة عسكرية مع الأمريكيين، بينما سيكون الهرب من أزمته الداخلية إلى حرب إقليمية أشبه بالانتحار!

إيران لا تملك أي خيار سوى إقناع المجتمع الدولي بتغيير جلدها، والتحول من سلوك الثورية الراديكالية إلى سلوك الدولة المعاصرة المحترمة، لكن حتى هذه صعبة، فالجلد الوحيد الذي تملكه إيران هو جلد أفعى!