عبده خال

الإرهاب ضد الإنسانية وليس ضد دين بعينه.. ولهذا يستوجب الأمر اتفاق كل الدول لمحاربة الإرهاب واستئصاله، فالإرهابي كائن يستهدف أناسا أبرياء من كل شيء سوى أنهم تواجدوا في مكان تنفيذ الإرهابي لمخططه..

ولأن الإعلام الغربي يمتلك سرعة وبثا واسعا بلغة عالمية، تتحول أي عملية إرهابية تحدث في أوروبا من خلال إرهابيين مسلمين إلى مادة تشويه عميق للإنسان كنوع من مواصلة الحرب ضد الإسلام والمسلمين التي بدأت مع جورج بوش الابن لخلق محفز لمواصلة أمريكا كقوة عالمية متفردة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وقد أسهمت عدة عمليات إرهابية كان منفذوها مسلمين لأن تتوجه القوة الأوروبية لمحاصرة المسلمين وفرض سياسات أمنية وتعليمية للحد من تطرف بعض الأفراد المسلمين المنتمين لتيارات إسلامية حركية، وقد مضت الدول العربية شوطا بعيدا لمحاربة المتشددين والمتطرفين من خلال عدة وسائل؛ كان في مقدمة تلك الوسائل الاستباق الأمني للوصول إلى مكامن الإرهاب قبل تنفيذ أي عملية ينتج عنها قتل الأبرياء..

إن الدول الأوروبية أنصبت كل ملاحظاتها وخططها داخل البلدان العربية وحث الأنظمة على أهمية محاربة الإرهاب، بينما حدوث أي عملية إرهابية يكون منفذوها أوروبيين لا يحدث المعاملة بالمثل، بمعنى أن تنصب كل ملاحظات العالم الإسلامي داخل أوروبا لمنع تغذية التيارات اليمينية المتطرفة والمعادية للإنسانية، وأحداث عديدة مارسها أفراد يمينيون في قتل المسلمين بدم بارد، وليس أدل من هذا القتل الجماعي إلا ما حدث من إرهاب بشع استهدف مصلين في مسجدين بنيوزيلندا ونتج عنه عشرات القتلى وعشرات الجرحى، من منفذ يميني تشبع كراهية للإنسانية.

ومعظم التيارات السياسية في أوروبا لا يحدث فيها مراجعة للأحزاب اليمينية التي تغذى بالكره والعنصرية لدى المنتمين إليها أو المناصرين لتلك السياسة المتطرفة والمتشددة.

وما يحدث للمسلمين من قبل اليمينيين الأوروبيين هو نتاج لأقوال بعض الساسة ونتاج للسياسة الإعلامية المخاتلة بقلب الواقع، ونتاج لعدم محاربة الدول الأوروبية لما ينتجه اليمين المتطرف.

وإذا كنا في كوكب واحد تجمعنا إنسانيتنا فلا تفرط أي دولة في عدم محاربة الإرهاب بأي صورة كانت سواء دينية أو عنصرية أو سياسية، وإلا فإن أي فعل إرهابي سوف يكون له ردة فعل عكسية ستكون نكسة على العالم.