&خليفة جمعة الرميثي&&

&

كانت سلسلة محال «وال مارت» قد أكلت السوق بأسعارها مقارنة بمنافسيها، حتى أنها كانت تستغل أي وضع داخل أو خارج الشركة لتخفيض التكاليف، ومثال ذلك أن موظفي «وال مارت» يتصلون على المورّدين بنظام الدفع من قبل الآخر بحيث تكون مكالماتهم مجانية مما خفّض فواتير الاتصالات بـ 11 ألف فرع، إضافة إلى الضغط على الموردين للحصول على منتجات بأسعار تنافسية، فقضت بذلك على معظم منافسيها.

ولكن ظهر منافس شرس وهو شركة «أمازون» بنموذج جديد في الشراء عن طريق الموقع الإلكتروني بحيث تكون تكاليفه أقل من تكاليف «وال مارت» لعدم تأجير محال ودفع فواتير تشغيل وأجور عاملين وغيرها من النفقات، وهناك الكثير من المؤسسات استسلمت أمام هذا الأسلوب وأعلنت إفلاسها.

لكن ليس «وال مارت»!.. حيث قامت بتعديل ديكورات متاجرها لتكون مميزة مع توفير مساحات في متاجرها لجذب المستهلكين، مثل الصالونات والعيادات ومحال المخبوزات والقهوة الشهيرة «ستاربكس» و «ماكدونالد» وغيرها من أجل تشجيع المشترين على الاستمرار في الإقبال على المتاجر والحصول على تجربة ممتعة في التسوق، وليس هذا فقط حيث قامت «وال مارت» بعمل نظام مشتريات إلكتروني ينافس أمازون، بأن أصبحت تقدم خدمة التوصيل وحتى ترتيب مشترياتك في مطبخك، عن طريق نظام إلكتروني لفتح الباب يسمح لمسلّمي البضائع بالدخول إلى منزلك، كما أن عامل التوصيل يخضع لتدريب يقارب سنة كاملة قبل فتح باب منزلك.

«وال مارت» لم تستسلم ولم تعترف أن أمازون سوف تقضي عليها لذلك بحثت في داخلها عما يميزها؟ فوجدت أولاً أنها مشهورة، فبنت ما يسمى خط الدفاع، ووفرت مساحات في متاجرها العملاقة للتأجير المنخفض للصالونات والعيادات الطبية والبيطرية والصالات الرياضية، إضافة للمطاعم والكوفيات وغيرها لجذب الناس للحضور بأقدامهم لمحالها، فهذه كانت وسائل دفاع للبقاء على قيد الحياة ولكنها انطلقت بخطة هجومية إضافية في المبيعات الإلكترونية وتميزت بتوصيل الطلبات بخدمات أفضل وأرقى ومجانية، وهذا ما يعتبر درساً في الإبداع التنافسي. ويجب على شركاتنا أن تتعلمه وأن تبني عليه في كل سياساتها التنافسية، والتفكير خارج الصندوق ولكن كالعادة البعض يعتبر نفسه مديراً لكنه يفشل في إيجاد أفكار غير تقليدية ولا يترك مجالاً لعماله لتقديم أفكار ومقترحات خارج صندوق تفكيره، لذلك تنهار المؤسسات والشركات لدينا بسهولة.. وفهمكم كفاية.