في الثاني من سبتمبر عام 2008 انتقلت ملكية نادي مانشستر سيتي إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير، وبعد مرور 11 عاماً على تلك المناسبة أدى هذا القرار إلى تغير المشهد بالكامل في كرة القدم الإنجليزية، وفي البريميرليغ وفي الكرة الأوروبية بشكل عام.

وبعد مرور الـ 11 عاماً وبفضل التوجيهات السديدة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والإدارة المحترفة تجاوزت قيمة النادي السوقية حالياً 2.2 مليار دولار ـ بعد أن كانت لا تتعدى 200 مليون دولار ـ وأصبح "المان سيتي" أكبر وأهم نادٍ في الكرة الإنجليزية والأكثر تتويجاً بالألقاب خلال السنوات العشر الأخيرة، والنادي الوحيد من جميع الأندية المحترفة الإنجليزية الذي حقق الرباعية الموسم الماضي، الدوري والكأسين المحليين والكأس الخيرية "السوبر"، وأصبح واحداً من أهم خمسة أندية في العالم، وبالتالي فهو قصة نجاح مالية وإدارية ورياضية بامتياز عنوانها أبوظبي.

فخلال 11 عاماً فقط .. حقق نادي مانشستر سيتي من الألقاب ما لم يحققه طوال تاريخه، حيث كان رصيد المان سيتي 12 بطولة فقط على مدار 128 عاماً منذ تاريخ تأسيسه في 1880، واليوم وخلال الـ 11 عاما حصد 13 لقباً منها أربعة ألقاب فقط في عام 2019 هي الدوري الممتاز وكأس الرابطة المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية التي جمعت بين بطل الدوري وصاحب المركز الثاني "ليفربول" ليصبح هو الفريق المحتكر لكل البطولات عن جدارة واستحقاق.

ومع بداية حقبة أبوظبي داخل مانشستر سيتي كان الهدف الواضح أن يتطور الفريق ويصبح مثل برشلونة الإسباني، وكانت هناك توجهات من البداية بأن النادي سيشتري أفضل اللاعبين ويتعاقد مع أفضل المدربين ويضخ استثمارات كبيرة في مسيرة تحويل النادي إلى كيان عملاق، وخلال هذه الفترة تمت توسعة الملعب الخاص بالفريق ليستوعب 55 ألف متفرج، وتمت إقالة مدربه مارك هيوز في عام 2009 عندما لم يكن على مستوى الطموح، وحينها تم التعاقد مع المدرب الإيطالي المعروف روبيرتو مانشيني، وفي عام 2013 وعندما تمت إقالته للسبب نفسه وهو "عدم تحقيق الأهداف"، رغم تتويجه بلقب الدوري في الموسم السابق بعد فترة غياب طويلة عن البطولات والألقاب وكانت علامات الاستغراب أكبر لمعرفة.. أين يريد هذا النادي أن يصل بالضبط؟

وبعد مرور السنوات العشر الأولى، وتحقيق الإنجازات المتوالية، تغيرت أهداف مانشستر سيتي اعتباراً من الموسم الماضي تحت قيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا، حيث أصبح يفكر في تجاوز برشلونة والوصول إلى الرقم واحد على المستوى العالمي خلال السنوات العشر المقبلة، خصوصاً أنه ارتفعت شعبية النادي وجماهيريته على المستوى العالمي، حيث أصبح جمهور ومتابعو مان سيتي على فيسبوك 41 مليوناً، و9 ملايين على حساب تويتر، في الوقت نفسه الذي تعددت فيه اللغات الرسمية لموقعه الإلكتروني ليقدم خدماته للجميع ويفتح نوافذه على الكون باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية والإسبانية، الأمر الذي أسهم في تحقيق قفزة نوعية هائلة في شعبيته حول العالم.

وفي طريقه للصعود إلى قمة الكرة الإنجليزية نجح مانشستر سيتي في تحقيق العديد من الأرقام الخاصة به، والتي يصعب على الآخرين تحطيمها، ومن تلك الأرقام أنه أصبح أول فريق في الكرة الإنجليزية يجمع بين الدوري وكأس الاتحاد وكأس الرابطة وكأس السوبر "الخيرية" في موسم واحد، كما أنه انضم إلى قائمة الأندية المتوجة بلقبي الدوري وكأس الاتحاد في موسم واحد، وهي غريمه التقليدي مانشستر يونايتد "3 مرات" وأرسنال "3 مرات"، وبريستون نورث إيند وأستون فيلا وتوتنهام وليفربول وتشيلسي.

وبالنسبة إلى جماهير مانشستر سيتي عادت إليها الفرحة في "البريمييرليغ" وتذوقت طعم الإنجاز لأول مرة منذ 44 عاماً، وتحديداً في عام 2012 عندما فاز الفريق باللقب في هذا الموسم، ومن الإنجازات التي حققها النادي أيضاً أنه ومنذ عام 2009 لم يخرج المان سيتي من دائرة مربع القمة في المنافسة على الدوري الإنجليزي حتى الآن، إلا أنه أحرز المركز الرابع في موسم 2016، كما أنه الفريق الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الإنجليزي خلال السنوات العشر الأخيرة (4 ألقاب) بما فرض واقعاً جديداً على اللعبة في بريطانيا وهي واحدة من أهم القلاع الكروية في العالم، ومع كتابة هذه السطور اليوم يحسب لمانشستر سيتي أنه حافظ على مكانته على رأس الأندية في مجموعتها بقرعة دوري الأبطال.

وعلى المستوى المالي رصدت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن الإيرادات المالية للنادي لم تتجاوز الـ 28 مليون دولار عام 2007، وأصبحت الآن تلامس الـ 600 مليون دولار، ليكون ضمن أقوى الكيانات الرياضية في العالم، مع كل من ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ.