محمد حمد الصويغ

مشروع تغيير مسار القطار بمحافظة الأحساء أو نقله خارج العمران مازال يراوح في مكانه منذ سنوات طوال ولم ير النور بعد ولم تبدأ الخطوات العملية الأولى لتنفيذه، وما نشهده على أرض الواقع يتمثل في سلسلة من اجتماعات المسؤولين بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وبلدي محافظة الأحساء ووزارة النقل؛ لمناقشة مستجدات تغيير مسار الخط الحديدي داخل المحافظة دون الخروج بقرارات تثلج صدور المواطنين بهذه المحافظة التواقين للبدء بمشروع نقل مسار خط السكة الحديد إلى خارج النطاق العمراني رغم أن الدراسات الأولية للمشروع اقترنت بتكلفة مالية قدرها 725 مليون ريال وبمدة تنفيذ لا تتجاوز 42 شهرا، غير أن المدة المقررة لإكمال المشروع انقضت دون تحقيق خطوات ملموسة ومشهودة حياله حتى اليوم.

صحيح أن المشروع يواجه عدة عقبات، غير أن الدراسات المكثفة لحلحلة تلك العقبات لم تصل إلى طريق مسدود كما أظن لاسيما أن المشروع سيرفع كفاءة الخط الجديد المقترح نظير تأثيراته الإيجابية في انسيابية حركة القطارات وزيادة عدد الرحلات وتسيير القطارات بسرعات عالية، كما أن الخط الجديد الذي لا يزال معلقا سوف يقلل المدة الزمنية للرحلات ويؤدي إلى خفض أوقات الانتظار والتقليل من التلوث، كما أن نقل المسار إلى خارج النطاق العمراني ستنعكس إيجابياته العديدة على سكان المحافظة لاسيما تسهيله لانسيابية المركبات بما فيها مركبات الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني والشرطة.

من جانب آخر، فإن الخط الجديد سوف يلغي فترة الانتظار أمام تقاطعات السكة بما يوفر الأوقات المهدرة للموظفين وطلاب المدارس وغيرهم، وسوف يقلل من تلوث البيئة ويوفر الطاقة المهدرة من عوادم السيارات ويرفع من مستوى السلامة على الطرق ويقلص أوقات الرحلات، ولا شك أن عدم تنفيذ هذا المشروع الحيوي أدى إلى توقف تمدد مدينة المبرز غربا طوال أكثر من نصف قرن، وقد أدى ذلك بالنتيجة إلى تكدس السكان في هذه المدينة وصاحب ذلك التهافت على شراء المزارع المتاخمة لها وبناء المساكن فيها، وقد أثر ذلك سلبا على الرقعة الزراعية التي تحولت إلى مخططات سكنية، والأمل معقود على قيام مخططات سكنية وحركة عمرانية غير مسبوقة بعد الانتهاء من مشروع نقل الخط الحديدي خارج النطاق العمراني.

ومحضر إحدى اللجان المشكلة لدراسة نقل مسار الخط الحديدي بمحافظة الأحساء من مدينة المبرز إلى غرب مدينة الهفوف يمثل الحل الأمثل والقاطع لتحقيق دمج شرق المحافظة بغربها ويقلل زمن الرحلات ويتفادى العديد من التقاطعات داخل المنطقة، كما أن آثار النقل الإيجابية سوف تنعكس على تسهيل وانسيابية الحركة المرورية داخل مدينة المبرز والتوسع في إقامة المناطق السكنية والعمرانية في المخططات الواقعة غرب المدينة، والخط الحالي داخل النطاق العمراني له مثالب عديدة نظير تواجد العديد من المستشفيات الرئيسية في الجانب الغربي من السكة مثل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ومستشفى أرامكو، ومستشفى الولادة، ومستشفى الراشد للأطفال، ومستشفى الجبر للأنف والأذن والحنجرة، ومستشفى الأمير سعود بن جلوي، فالحالات الطارئة والخطيرة القادمة من الشرق أو الجنوب تواجهها معضلة كأداء لا تخفى على أحد.

وإزاء ذلك أقول إن مشروع نقل الخط الحديدي إلى خارج النطاق العمراني أصبح ملحا للغاية ولابد من الشروع في تنفيذ خطواته بالسرعة المتوخاة وتذليل كافة الصعاب التي تحول دون قيامه، فهو مشروع حيوي للغاية سوف يؤدي بعد إتمامه إلى التخلص من أزمات عديدة يعاني منها أهالي المحافظة الأمرين منذ سنوات طويلة لاسيما أن تعليقه يحول دون التوسع العمراني المأمول، فلابد من إعادة النظر بشكل جدي لحلحلة كافة العقبات التي تحول دون تنفيذ المشروع، وأخشىى ما أخشاه وأنا أقرأ بين الحين والحين تصريحات المسؤولين بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية وبلدي محافظة الأحساء ووزارة النقل بعد سلسلة اجتماعاتهم المتعاقبة حول دراسة مشروع النقل، أخشى ما أخشاه أن ينطبق على تصريحاتهم واجتماعاتهم ومشاوراتهم المثل العربي السائر الشهير «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا».