عبدالله الجسمي&

«ساحة الإرادة» هي المكان الذي يجتمع فيه الكويتيون للتعبير عن آرائهم في العديد من القضايا، ومعظمها سياسية، وعادة ما تمنح السلطات الكويتية الإذن للسماح بإقامة هذه التجمعات للأفراد أو الجهات المسؤولة عنها.

وقد بدأ العديد من القضايا والمطالبات، التي تحقق جانب منها، من ساحة الإرادة، وكان أبرزها حركة «نبيها خمس» التي استطاعت تغيير الدوائر الانتخابية من 25 دائرة قسمت على أسس طائفية وقبلية واجتماعية، إلى النظام المعمول به الآن ذي الدوائر الخمس.

وفي الأسبوع الماضي، كان هناك تجمع لمحاربة الفساد، حضره ما يقارب من 8 آلاف شخص، وطُرحت فيه آراء متعددة حول هذه الظاهرة، التي استفحلت في العديد من المؤسسات، وأخذت بالتحول تدريجياً إلى ثقافة في المجتمع.

أزمة سد النهضة.. بداية طريق الحل


وعلى الرغم من قيام بعض الصحف بتسليط الضوء على قضايا ومكامن للفساد ومواجهة نفر من أعضاء مجلس الأمة للفساد والمفسدين، وتشكيل ـ مؤخراً ـ هيئة مكافحة الفساد، والرقابة الصارمة لديوان المحاسبة وغيرها، إلا أن ذلك لم يستطع الحد من هذه الظاهرة المتفشية.

إن انتشار الفساد في أي مجتمع يكون عقبة حقيقية أمام التنمية والإصلاح والتطوير، فمهما كانت إمكانات الدولة المالية والمشاريع التي تقوم بها إذا لم تدر بطريقة سليمة، فلن يكون لها مردود فعلي، خصوصاً أننا مقبلون على التحول لمركز مالي وتجاري، وهذا يستدعي جذب المستثمرين الأجانب، الذين يريدون العمل في بيئة يسودها القانون والشفافية.

ويوم الأربعاء المقبل ستشهد ساحة الإرادة دعوة لتجمع آخر ضد الفساد.. فهل ستنجح الإرادة الشعبية في التصدي له؟