نجوى الزرعوني

تطوى برحيل السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، صفحة من تاريخ عُمان لتبدأ مرحلة جديدة يتولى فيها السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سدة الحكم، وحين يتجلى وعي مجلس الأسرة المالكة في عمان خلال اجتماعه باعتماد وصية السلطان الراحل، تقديراً له، واستناداً إلى النظام الأساسي للدولة، وتحويل الأمر إلى مجلس الدفاع العماني لفتح وصية الراحل التي سمّى بها من يخلفه، فإن ذلك يشير إلى سلاسة انتقال الحكم، وإلى أن سياسة عمان سوف تكمل المسار الذي اتبعه الراحل من حيث الحياد وعدم التدخل في شؤون الآخرين.


ويزيد من ذلك الترجيح أن سلطان عمان الجديد كان مقرباً من السلطان الراحل، وربما تكون المرحلة المقبلة في عمان مرحلة ثقافية بامتياز، فالسلطان الجديد عمل وزيراً للثقافة منذ عام 2002، وبالتالي فهو مدرك لأسرارها واحتياجاتها، فعمان كانت خلال فترة وزارته دولة منفتحة ثقافياً، واستطاعت أن تنطلق بمخزونها وإرثها إلى أماكن كثيرة، ولو أتينا إلى ما قد يطرأ على مجلس التعاون الخليجي، فالأمر لن يختلف في عدم التغيير، فالسلطان الجديد صاحب علاقات جيدة مع القيادات الخليجية، وله لقاءات في المدة الأخيرة مع بعض كبار المسؤولين في دول الخليج العربية، كصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأيضاً الملك سلمان بن عبدالعزيز وغيرهما.

وعلى الرغم من حجم المصاب برحيل السلطان قابوس، إلا أن قادة عمان أثبتوا للجميع امتلاكهم للحكمة وحسن التصرف، واستطاعوا تخطي الأزمة، وسوف تتابع مساراتها على المستويين الخارجي والداخلي.