بينة الملحم

‏هذا اليوم التاريخي الذي يُدوّن بماء الذهب في تاريخ المرأة السعودية ومسيرتها، والإنجاز العظيم والاستحقاق الوطني الذي لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله تعالى ثم بقيادة آمنت بالمرأة السعودية⁩، وقدرتها على مشاطرة مواطنها وشقيقها الرجل في تحقيق طموح ورؤية قيادتنا الحكيمة، ودعمت تمكين المرأة السعودية بقوة وسرعة وبكل ما أوتيت حقاً.

هذا الإنجاز التاريخي الذي هو بمثابة تمكين تاريخي واقعي وحقيقي تعيشه المرأة السعودية في هذا العهد الزاهر، وقفزة تنموية عالمية وحضارية أثبتت من خلاله المرأة السعودية مدى قدراتها وكفاءتها فعلياً وواقع مكانتها في المجتمع كمشاركة أو قائدة في التنمية قد ذكّرني باستشهاد قدّمته قبل 5 أعوام تقريباً في مستهل ورقة بحثية أعددتها حول دور تمكين المرأة في مكافحة الفساد وتعزيز الإصلاح والنزاهة: (وفق البنك الدولي كلما تم تعزيز مكانة المرأة في مواقع اتخاذ القرار زاد معدل النزاهة)!

فيما أعلن البنك الدولي قبل بضعة أيام عن تحقيق المملكة قفزة نوعية غير مسبوقة في تقرير "المرأة، أنشطة الأعمال، والقانون 2020" الصادر عن مجموعة البنك الدولي، حيث سجّلت (70.6) درجة من أصل (100) في مقياس التقرير، كما صنّفت بالدولة الأكثر تقدماً وإصلاحاً بين (190) دولة حول العالم، لتصبح بذلك الدولة الأولى خليجياً والثانية عربياً. وبناءً على تقرير البنك الدولي جاءت المملكة في صدارة الدول الأكثر تقدماً حيث تحسّنت في (6) مؤشرات من أصل (8) يقيسها التقرير، وهي: (التنقّل، مكان العمل، الزواج، رعاية الأطفال، ريادة الأعمال، والتقاعد)، فيما حافظت على درجتها في مؤشر الأصول والممتلكات. وبحسب نتائج التقرير، حققت المملكة الدرجة الكاملة التي تبلغ (100) في أربعة مؤشرات، وهي: التنقّل، مكان العمل، ريادة الأعمال، والتقاعد.

هذا المنجز الذي تحقق نتيجة للإصلاحات التشريعية في الأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة، التي تهدف إلى تعزيز دورها في التنمية الاقتصادية، ورفع تنافسية المملكة إقليمياً وعالمياً. وشملت الإصلاحات تطوير عدد من الأنظمة واللوائح التنفيذية المرتبطة بالمرأة، مثل منح النساء في سن 21 عاماً فما فوق الحق في السفر وتسهيل استخراج الوثائق وتجديدها لكافة أفراد الأسرة، إضافة إلى توحيد سن التقاعد بين الرجل والمرأة ومواءمتها مع نظام العمل، وسنّ القواعد الخاصّة بحماية المرأة من التمييز في أماكن العمل خصوصاً في مسائل التوظيف والرواتب.

وحينما يكون الحديث عن المرأة السعودية واستحقاقاتها ومكتسباتها الوطنية فللحديث ولهذا اليوم التاريخي لون أخضر تتوشحه كل امرأة استثمرت تلك الفرص العظيمة التي تحظى بها في ظل قيادة حكيمة واعية تدرك أن المرأة صنوان مواطنها الرجل في دفع عجلة التنمية الوطنية، وتحقيق رؤيته المتوثّبة من خلال الحضور الكبير والفعّال على كافة الصعد، وفي الجانب المقابل فنّد هذا الإنجاز كل المحاولات الحقوقية الدولية المسيسة والتي كانت تهاجم فيها المملكة ليل نهار بسلب حقوق المرأة السعودية والإيهام بتهميش المرأة السعودية ما أثبته هذا الإنجاز أن كل تلك المحاولات كانت بائسة يائسة لم تنل من المملكة سوى المزيد من العزيمة والإصرار على نقل المرأة السعودية من حضور إلى حضور أعلى، ما أكد بأنها لم تكن هامشاً ولا رفاً مركوناً، كانت ومازالت حاضرة وعزوة للرجل السعودي، وكلنا نذكر نورة بنت عبدالرحمن آل سعود أخت الملك عبدالعزيز، وكيف كان الملك طيب الله ثراه "ينتخي بها" ويقول "وأنا أخو نورة" كانت شريكته ومصدراً من مصادر قوته وفخره واعتزازه في تأسيس هذه البلاد والوطن ودفعه في تنميتها وعزّها وازدهارها على مرّ عهودها وحتى هذا العهد العظيم.