علي الخشيبان

إن من يهاجمون السعودية يدركون أن لديها قيماً أخرى مختلفة عن تلك التي كانت في الماضي، فقيمها الحديثة تتجاوز ما يرغبون تحققه في السعودية، لذلك هم يهاجمون بكل وسائلهم في محاولة للتأثير على هذا المشروع..

عبر تاريخ طويل امتد منذ تأسيس السعودية الحديثة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والسعودية مادة إعلامية تجوب العالم كله بطوله وعرضه، وخاصة في العالم الغربي تحديدا، فمنذ تأسيس السعودية ومادة الصحافة العالمية في العالم المتطور لم تخلُ يوما من موضوعات لها علاقة بالسعودية، بغض النظر عن سلبية تلك الموضوعات أو إيجابيتها، ولعل السؤال هنا ينطلق بسرعة البرق: ما الذي يخشونه من السعودية ولم يصرحوا به؟ أو بطريقة مختلفة: ما الذي يريدونه من السعودية تحديدا؟

عبر عقود تعلمت السعودية بثقافتها السياسية ومحتواها المجتمعي والثقافي أنها محور دولي عطفا على مكانتها بمعطياتها الثلاثة: الديني والجغرافي ومحور الطاقة، كون هذه المعطيات تلعب دورا بارزا ومهما في التأثير على العالم كله، ولذلك يقال: "إذا عطست السعودية أصيب العالم بالزكام"، وهذا دلالة على أن الجاذبية الانفعالية تجاه ما يحدث لدينا شكلت المسار الإعلامي الذي تبنته الكثير من مؤسسات الإعلام تجاهنا، لذلك علينا أن نؤمن أنه قدرنا في هذا الكون أن نكون محورا ومادة إعلامية وثقافية، ولذلك فإنه من اليقين أن نتعود أن نكون ضمن شبكة من التأثير المتبادل على المستوى الدولي ونتصرف وفق مكانتنا الفعلية، فالسعودية موضوع العالم ليس من اليوم بل من عقود.

صحيح أن هناك تفاوتا كبيرا في كيفية وحدة هذه الموضوعات تجاه السعودية، ولكن الحقيقة أن ما نعيشه اليوم، وتحديدا في عهد الملك سلمان، وسمو ولي عهده - حفظهما الله - يشكل أحدث نسخة من السعودية ذات الأهداف الواضحة والبناء الجديد، ولذلك فإن من يتفهمون واقعنا ويحملون ذات القيم التي نحملها ينجذبون إلى مشروعنا السعودي الحديث، بينما ينفر منا أولئك الذين يرون مستقبلنا ونجاحاتنا المحتملة وهي في تضاد مع أهدافهم وقيمهم، هناك من تغضبهم قصص مستقبلنا التي بنيت عليها آمالنا القادمة.

يقال إنه "لا تغير من دون ألم"، ولذلك نحن نرى في تلك المسارات التي حملتها رؤية السعودية 2030 ألما لأولئك الذين اختارونا لنكون موضوعا لمادتهم الإعلامية ليس على المستوى الشعبي فقط؛ بل على جميع المستويات، ولأن قيادتنا وتحديدا سمو الأمير محمد بن سلمان هو الأمل القادم لهذه الأرض السعودية، حيث ولد سموه في مؤسسة الحكم وهو يحمل مشروعا لبناء السعودية في صيغة تمكنها من عبور هذا القرن وما بعده بكل ثقة، إن من يهاجمون السعودية يدركون أن لديها قيما أخرى مختلفة عن تلك التي كانت في الماضي، فقيمها الحديثة تتجاوز ما يرغبون تحققه في السعودية، لذلك هم يهاجمون بكل وسائلهم في محاولة للتأثير على هذا المشروع، فهذه المشاعر السلبية التي يحملونها تجاهنا تأتي من إحساسهم بفقدان التحكم بمشاعرهم التي يتلقي فيها الظن السيئ في منطقة الحكم على المواقف والأفعال.

هذه الأيام كغيرها من أيام التاريخ ولكنها تختلف من حيث الواقع والرسالة التي ترفعها السعودية بقيادتها وما يعلن عنه سمو ولي العهد - حفظه الله - بأننا - نحن سادة مصيرنا في الأول والأخير - فنحن أمام مشروع فعلي سوف ترسم نتائجه تدريجيا خلال العقد القام، وهذا ما يقلق الآخرين سواء أولئك الذين في الغرب الذين يحاولون مسابقتنا في مشروعنا التحولي عبر إثارة قضايا تخص الإنسانية وغيرها من المفاهيم ذات الصيغة المجتمعية هي في الحقيقة سوف تكون نتيجة طبيعية ومستقبلية لرؤيتنا ومشروعنا، فكل ما يقال لنا من انتقادات نحن ندرك أنها سوف تختفي عندما نأتي إلى حصد النتائج في مشروعنا ورؤيتنا.

عبر تاريخنا اعتدنا في هذا الوطن أن نكون موضوعا حيويا ومؤثرا في السياسات الغربية وتحديدا في أميركا، وخاصة عند المنعطفات السياسية الخاصة بانتخاب رئيس أميركي أو التجديد لرئيس قائم، ويقف خلف هذا مكانتنا كدولة مؤثرة وصلت في تأثيرها إلى حد التأثير في القيم السياسية الأميركية، ولذلك يتفنن منتقدونا في اختراع الموضوعات وفبركتها ضدنا، فكثير من المسارت الهجومية على السعودية التي تكسو وجه الإعلام في الغرب أو أميركا هي مادة حيوية الكل يحاول الكسب منها ولو على حسابنا.

القريبون من منطقتنا الذين يوظفون قنواتهم لاختراع القصص حولنا في محاولة للتأثير علينا، أو حتى البعيدين عن منطقتنا الذين يحاولون جعلنا مادة لحياتهم السياسية؛ هم في الحقيقة لديهم ما يخشونه من السعودية كونهم يدركون وبعمق أن المشروع السعودي الحالي مشروع فعلي قادر على تحقيق الكثير من المكاسب والمكانة الدولية والذهاب إلى المقدمة الدولية بسرعة، كون السعودية تمتلك كل المعايير الفعلية لتحقيق الإنجازات.. ولذلك فهم يخشون من تطورنا وتقدمنا.