مصطفى الزرعوني

ماذا ستفعل لو اكتشفت أن دخل شُهْرة عاملة منزلك يفوق دخلك بكثير، وأن ابنك أصبح جزءاً من مشاهدها على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي؟

وهل توافق إن أُعطيت العاملة لديك أجراً شهرياً يفوق راتبك لتأديتها عدة مشاهد لا تستغرق الساعة، كما هو الحال مع عامل بناء يكسب مئات آلاف المتابعين، في فيديو لعدة رقصات ومشاهد؟.

لا تتعجب.. فقد نراهم غداً في الصفوف الأولى في منتدياتنا، وربما ينظمون لقاء أكبر وأكثر انتشاراً يجمعهم، وهم يعبرون عما يتأثرون به حقوقياً وسياسياً، فلم تعد هذه الوسائل بيد شباب الطبقات الوسطى ولم يعد يفصلها جدار عن العالم.

ونذكر كيف تأثر العالم بمتابعة أغلب وسائل الإعلام العالمية لفتاة في مشهد تشرح فيه طريقة تركيب الرموش الاصطناعية، وهي تتحدث عن معاملة المسلمين في الصين ليفجر الفيديو قضية ذات أبعاد كثيرة، حتى وصل الأمر إلى تطبيق «تيك توك» للتواصل الاجتماعي الصيني، فاعتذر لحذف الفيديو الذي ينتقد طريقة معاملة المسلمين هناك، ليعيده بعد أقل من ساعة ويوضح في بيان أنه «خطأ بشري».

مشهد لا يتعدى دقيقة ونصفاً أحدث كل هذا الضجيج والصداع للاقتصاد والسياسة، لدولة بهذا الحجم.. فما الذي قد يحدثه لغيرها؟، واليوم هناك برامج جديدة مثل فيسبوك وملحقاته، إلى محبوبي الخليجيين توتير وسناب شات، إلى برامج مختصة بالرقص والغناء والفنون استهوت الجيل القادم بقوة، هذا الجيل الذي كره النقاشات ورسميات وخداع وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية.

هذه التغيرات والتحديات الجديدة على الصعيد الأسري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي تفرضها هذه الموجة، فهل سنتأقلم معها أم سنعيد السيناريو مع تغيير طاقم التمثيل وزيادة في الميزانية؟