أحمد المسلماني

ظهر أحدهم في مقطع مصوَّر يطلب من رفاقه أن يذهبوا بـ«كورونا» إلى تجمعات الشرطة والجيش ونشرها بين مؤسسات الدولة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يفكر فيها المتطرفون باستخدام المرض كسلاح ضد الخصوم، فمنذ أن حاول أيمن الظواهري استخدام باحثين متطرفين لإنتاج الجمرة الخبيثة، ثم مقتل 40 إرهابياً بينما هم يحاولون إنتاج فيروس مميت، والمحاولات الإرهابية لا تنقطع من أجل الوصول إلى سلاح دمار شامل.. نووياً كان أو بيولوجياً.

إن ما كان يجري تداوله باعتباره نكتة، وهو أن يتجه مصاب كورونا إلى كل خصومه ليصافحهم ويعانقهم ويعتذر لهم، لم يعد نكتة لدى المتطرفين، بل صار اقتراحاً للعمل، وطريقاً سهلاً للنيل من الآخرين، وبينما يتجادل المحللون السياسيون والباحثون العلميون فيما إذا كان فيروس كورونا المستجد قد جرى إنتاجه معملياً ضمن الحروب البيولوجية، أم أنه جاء نتيجة تطور طبيعي لا مؤامرة، يعلن المتطرفون أنه يجب أن يتحول إلى مؤامرة، ذلك أنها ستكون أسهل وأقوى مؤامرة!

أصبحت الإنسانية في حالة قلق شديد جراء تصاعد احتمالات الإرهاب البيولوجي، وكذلك من تصاعد احتمالات «إرهاب الدولة البيولوجي»، ذلك أن كورونا قد جدّد القلق من تطور الأسلحة البيولوجية على نحو مفزع، لأنها أخطر من الأسلحة النووية بكثير، وقد بات البعض يشير إلى أن ما يجرى هو تجارب تطبيقية للسلاح البيولوجي، في وضع يشبه اختبار أسلحة جديدة في ميادين الحروب.

لقد أعطى الرئيس الفنزويلي مادورو دعماً كبيراً لهذه النظرية، حيث يرى أيضاً أن انتشار الفيروس قد جاء في إطار الحرب البيولوجية الأمريكية على الصين، وعلى الرغم من عدم استناد ذلك على أسس علمية حقيقية إلّا أن عدد المؤيدين للفرضية يتزايد كل يوم.

إنّ ما يضاعف القلق هو أنه حتى لو لم يكن الأمر كذلك الآن، فإنه يمكن أن يكون كذلك في المستقبل، فالمختبرات الفيروسية تعمل ليلاً ونهاراً، والسلاح البيولوجي يخطو إلى الأمام كل يوم.

لقد انتهى مرض الجدري من العالم قبل سنوات، وقد كان ذلك حدثاً رائعاً، ذلك أن هذا المرض قد حصد أرواح نسبة كبيرة من الإنسانية، ربما فاقت كل قتلى الحروب، لكن احتمالات العودة لتهديد العالم تجد فرصاً متزايدة مع سباق التسلح البيولوجي حول العالم.

إن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية تحتفظان بالفيروس في معاملهما، ويقول البعض إن كوريا الشمالية أيضاً تحتفظ به، ويبرر المالكون للفيروس أنَّهُ في حالة خمول، والاحتفاظ به كان لأسباب علمية فقط.

لقد تراجعت ثقة العالم في ذلك، إذْ يمكن أن يفلت الفيروس لأي سبب: خطأ علمي أو زلزال في مختبر، أو قنبلة على معمل، أو تسلُّل إرهابيين، أو خيانة باحث.

كم هو تعيس عالمنا.. لقد جاء الحديث عن جهاد كورونا والسلاح البيولوجي في وقت يحتاج فيه العالم إلى الراحة والهدوء.