أحمد الفراج

ستكون الانتخابات الأمريكية القادمة، في 3 نوفمبر القادم، من أشرس سباقات الرئاسة، ولا يمكن لأحد أن يتوقّع ما سيحدث، فأي حدث أمريكي أو عالمي قد يقلب الموازين في اللحظة الأخيرة، ولنتذكر أن معظم المعلّقين جزموا بفوز هيلاري كلينتون بالرئاسة في الانتخابات الماضية، وسط سخرية واسعة من ترمب، ثم حدثت المفاجأة المدوّية بفوز ترمب، وعلينا أن نعود للتاريخ، ونتذكر ما حدث أيضاً في انتخابات الرئاسة لعام 2004، إذ كان الديمقراطي جون كيري على وشك الفوز بالرئاسة، فقد كان الرئيس بوش الابن يترنّح، بعد تداعيات حرب العراق، ثم وقبل موعد الانتخابات بأيام فقط، تم تسريب شريط لأسامة ابن لادن، عن طريق قناة الجزيرة، وهدَّد ابن لادن بأنه سيحرق العالم، وحينها شعر الأمريكيون بأنه لن ينقذهم من هجوم ابن لادن إلا إدارة صقور جمهورية، وهكذا تسبب ابن لادن في فوز عدوه اللدود، جورج بوش الابن بتلك الانتخابات.

عندما ترشح دونالد ترمب لانتخابات الرئاسة الماضية، وهو الملياردير، الذي ارتبط اسمه بمسابقات ملكات الجمال، وبمدينة القمار التي لا تنام، لاس فيجاس، ارتكب ما ظنّه الجميع أخطاء شنيعة، فقد هاجم المهاجرين، وسخّر منهم، وهو السلوك الذي أغضب الجاليات اللاتينية، وهي الجاليات التي يحسب لصوتها ألف حساب، ثم تهجم على بطل الحرب، السيناتور الجمهوري البارز، جون مكين، وقال إن وقوعه في الأسر، أثناء حرب فيتنام لا يجعل منه بطلاً قومياً، وهو ما أثار غضب الساسة، في كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي وغضب الكثير من الناخبين، فالسيناتور مكين وقع في الأسر في حرب فيتنام وتلقى إصابات بالغة، عاني منها طوال حياته، كما أنه ينتمي لعائلة عسكرية بارزة، فوالده وجده كانا جنرالين بارزين، ومع ذلك رفض ترمب أن يعتذر، ومع كل ذلك صوتت له شرائع واسعة وفاز بالرئاسة، وبالتالي فعلى من يظن أن سلوك ترمب إزاء حادثة مقتل جورج فلويد عشوائي فعليه أن يعيد حساباته، فهو يسير وفق حسابات دقيقة، أوصلته للبيت الأبيض بمفاجأة لا يمكن أن تنسى!