ثقيلة كلمة الحروب، لكنها أمر واقع طالما نحن الشعوب أصبحنا هواة لها، نتطلع إلى آخر التطورات العسكرية ونتابع نتائج الجبهات المستعرة في الدول، التي تشهد الآن أحدث التجارب لآخر ابتكارات مصانع الأسلحة، سواء التقليدية أو آخر ابتكارات مختبرات الأسلحة البيولوجية مثل غزو فيروس كورونا للعالم.

تعددت مسميات الحروب وتنوعت أهدافها وإستراتيجياتها ووسائل أسلحتها، من بدائية إلى نظامية مطوّرة إلى «تكنوبيولوجية»، ومن محدودة إلى شاملة، ورغم أن الحروب بجميع أنواعها هي أعمال بشعة، إلا أنها قديمة وليست وليدة العصر، كما أنها الأكثر تشويهاً وتعقيداً وتأثيراً وتدميراً على مرّ تاريخ البشرية، فهي لا تميّز بين الأهداف المدنية أو العسكرية، من خلال استخدام أسلحة غير مرئية، مما لا يمكّن الخصم من رؤية خصمه أو الاستعداد له أو توقع هجومه.

لهذا النوع من الحروب الحديثة والمبتكرة انعكاسات نفسية، باعتبارها تدخل ضمن الأسلحة المطورة والفتاكة غير التقليدية، الأمر الذي يخلق الخوف من خلافات الدول التي تمتلك ترسانات أسلحة عصرية.

فقد دخل الآن على خط تحديث المواجهات «سلاح خفي»، ما يزيد الأمر تعقيداً لجهة ما ترسمه الدول لبعضها من خطط غير تقليدية بحيث تستغني عن القاذفات والصواريخ البالستية واستبدالها بالأوبئة، وطبعاً سيشكل ذلك مصدر قلق بالنسبة لمعظم سكان العالم، التي ترى أن التهديدات بالأسلحة التقليدية أقل خطراً من السلاح البيولوجي الذي يعتبر الأوسع انتشاراً والأبطأ احتواء وتبقى آثاره عشرات السنين.

ويمكن للوباء الحالي أن يكون مؤشراً لقياس قدرة الدول على مواجهة سيناريوهات الحروب الوبائية والإرهاب البيولوجي ومدى قدرتها في التعامل مع التهديدات الناجمة عن تلك المآسي المحتملة.

فقد تكون مسألة ظرفية مناسبة بالنسبة للمراقبين الدوليين من جميع الخلفيات لتقييم استجابة الدول بشكل فردي أو جماعي للطوارئ والأزمة الناجمة عن ذلك الوباء، مثل التي قد تنجم عنه حرب بيولوجية محتملة والمؤشرات واضحة.

فمن الضرورة أن تتغير معايير الترتيب للدولة، والعمل على رفع قدرتها على إدارة الأزمات والاستعداد لمواجهتها والتفكير الآن وقبل أي وقت مضى في اتخاذ إجراءات احترازية، في شأن هجمات من هذا النوع من الأعمال العسكرية.

فالحرب المقبلة - وفق ما يظهر - ليست حرباً تقليدية بإطلاق الصواريخ والمدافع والطائرات الحربية وارتداء الزي العسكري والاشتباك بالأسلحة، بل حرب بيولوجية صامتة باردة من دون سلاح أو شظايا أو انفجارات، حرب لا تخلف وراءها آثار تدمير مادي في المباني والمنشآت، وإنما يكون فيها العلم والتقنيات الحديثة والبحث العلمي، والسلاح البيولوجي هي إحدى أدواتها وأسلحتها في تدمير الاقتصاد وتدمير الإنسان.

حروب صامتة قادرة على قتل البشر بصمت إنها الخطر العالمي المقبل.

لذا فإن التحضيرات التي نشهد فصولها الآن من خلال التسابق للتسلح والمواجهات الكلامية بين كبرى الدول المصنعة للأسلحة الفتاكة، تستدعي من الأنظمة السياسية اتخاذ خطوات استبقيةة لحماية شعوبها من مخاطر، قد تكون الأشد صعوبة على الإطلاق، لأن المرحلة الآتية تعتمد على الأسلحة الوبائية وهنا تكمن الخطورة.

تويتر/ suhailagh1

انستغرام/ suhaila.g.h

kwt.events

[email protected]