هند علام مطربة وممثلة من زمن الفن الجميل. يعتقد البعض أن لها صلة قرابة بالممثل الكبير أحمد علام، لكن الحقيقة خلاف ذلك فإسمها الحقيقي هو «زوزو حبس عبدالعال الحو» وهي الشقيقة الكبرى للموسيقار محمد فوزي والمطربة هدى سلطان، حيث إنها ولدت في 21 إبريل سنة 1916 بينما ولد فوزي في 18 أغسطس 1918 وولدت هدى سلطان في 25 أغسطس 1925.

كان ميلادها في كفر أبوجندي بالقرب من مدينة طنطا بمحافظة الغربية ابنة لعائلة إقطاعية معروفة، ورغم أن والدها الشيخ حبس عبدالعال حو، مقرئ القرآن وصاحب الصوت الجميل الذي أورثه لأبنائه، كان معارضا لاشتغال أبنائه في الفن إلا أن ولده محمد فوزي (الأكبر ضمن 25 ابنًا من ثلاث زيجات) استطاع أن يغير رأيه، خصوصًا بعد أن نزح إلى القاهرة وحقق فيها نجاحا فنيا كبيرا، وهو ما شجع الشقيقتين هدى سلطان وهند علام على اللقاح به، علما بأن أول مرة غنت فيها هند كانت في حفل زفاف لعائلة طنطاوية، حيث لم يعجبها أداء أحدهم لأغنية شقيقها فوزي «يا موج النيل على مهلك»، فقررت غناءها بنفسها.

بعد وصولها إلى القاهرة من طنطا برفقة الفنانة فتحية محمود، بدأت هند مشوارها الفني بالعمل على مسرح الأخيرة ومنه انتقلت للعمل على مسرح «نيو أريزونا». وبسبب صوتها الجميل تزاحم الملحنون على بابها، فلحن لها شقيقها محمد فوزي ثم محمود الشريف وسيد مكاوي وعبدالعظيم عبدالحق وأحمد صدقي ومحمود كامل وصولاً إلى الموسيقار محمد الموجي الذي غنى معها دويتو «تعجبني ياواد تعجبني» من ألحانه، ثم لحن لها أغنية «ظلماني ليه؟» من كلمات علي البحيري، بل ظهر معها كممثل في أحد أفلامها وهو فيلم «أنا وقلبي».

من الغناء انتقلت إلى السينما فقدمت خلال مشوارها القصير أربعة أفلام فقط، بدأتها بفيلم أديني عقلك في عام 1952 من اخراج أحمد كامل مرسي وتمثيل إسماعيل يس وزمردة وعبدالعزيز احمد ومحمود المليجي وسميحة توفيق وشريفة ماهر ووداد حمدي وعبدالمنعم ابراهيم وحسن أتلة في دور الصعيدية «زينب» ابنة عم بطل الفيلم جزر (اسماعيل يس)، حيث أدت في الفيلم أغنية «أديني عقلك أفكر بــُه».

في فيلمها الثاني «ليالي الحب» من انتاج عام 1955 واخراج حلمي رفلة وقفت أمام عبدالحليم حافظ وآمال فريد وسراج منير وعبدالسلام النابلسي وصلاح نظمي ومحمد عبدالقدوس وسعيد خليل ومحمد الديب، مؤدية دور جلنار ابنة عم وخطيبة أحمد ممتاز (صلاح نظمي)، وفيه غنت واحدة من أشهر أغانيها وهي أغنية «ساعة الحظ ما تتعوض».

ثم جاء فيلمها الثالث في عام 1957 وهو فيلم «أنا وقلبي» من اخراج محمود ذوالفقار وتمثيل عماد حمدي ومريم فخر الدين ويوسف فخر الدين وصلاح نظمي وشفيق نور الدين وعزيزة حلمي ومحمد الموجي وعدلي كاسب وعبدالمنعم مدبولي في دور عنايات زوجة عدلي كاسب وصديقة المطرب مجدي (محمد الموجي).

أما فيلمها الأخير فكان «إضراب الشحاتين» من اخراج حسن الإمام في عام 1967، وفيه وقفت أمام لبنى عبدالعزيز وكرم مطاوع وتحية كاريوكا ومحمود المليجي ومحمد رضا وسمير صبري، مجسدة دور المطربة منيرة المهدية.

من أشهر أغنياتها، علاوة على ما ذكرناه في السرد السابق الأغاني التالية: صبّح صباح الهنا، زفوا عروسة النيل على الجميل الاسمر، يا سلام على الحسن الفتان، تروق وتحلى، لفوا البلاد، بقلوبنا ودراعنا، على دمياط رسيني، الصبر جميل طول بالك، كل ما أنوي عالقساوة القى حبك زاد غلاوة، غرامه شغل بالي، بلاش عتاب (أغنية تختلف لحنا وكلمات عن تلك التي غناها عبدالحليم حافظ)، والأغنية الرمضانية «يالله يا صغار قيدوا الفوانيس»، علاوة على دويتو غنتها مع المطرب عباس البليدي بعنوان «يابا جوزهالي»، ودويتو آخر بعنوان «الفجر بان» غنته مع إسماعيل شبانة شقيق عبدالحليم حافظ من ألحان فؤاد حلمي.

لم تحقق هند ما حققه شقيقها وشقيقتها في عالم الفن، على الرغم من صوتها الجميل وطلتها الجذابة، فآثرت الانسحاب والاستقرار في بيت الزوجية واستمرت مبتعدة عن الأضواء حتى بعد انفصالها عن زوجها. ويـُرجع الناقد الفني المصري وجيه ندى ذلك إلى معاناتها من السمنة المفرطة.

في 21 أبريل 1997 رحلت هند إلى جوار ربها عن 80 عامًا، وكان رحيلها في صمت خلافًا للتغطية الإعلامية التي ناله خبر وفاة شقيقها وشقيقتها.