في النصف الأول من خمسينات القرن العشرين وصلت إلى القاهرة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي قضت فيها سنوات طفولتها، فتاة لبنانية جميلة هي من عرفت في الأوساط الفنية باسم «سلفانا». كان الهدف الذي وضعته لنفسها هو البحث عن النجومية والشهرة في عاصمة الفن الأولى في الوطن العربي من خلال دخول السينما. فاستطاعت بجمالها وثقافتها الأجنبية أن تحقق غايتها سريعا، خصوصًا وأن السينما المصرية كانت تبحث آنذاك عن وجوه جديدة.

غير أن الجمال وحده ليس شرطًا للنجاح والتألق والنجومية السينمائية إنْ لم تكن مقرونة بالموهبة كما ورد في مقال نشرته مجلة الكواكب المصرية الشهيرة في عام 1957، حينما قالت ما نصه: «وبقدر ما يكون الجمال حافزًا للبعض لاقتحام مجال الفن، أو يكون سببًا فى لفت الأنظار تجاه الجميلات ومنحهن الفرصة الأولى لخوض مجال التمثيل، قد يكون أيضًا سببًا فى أن تواجه الجميلة نقدًا واتهامات فى بداياتها أكثر من غيرها بأنها لا تحمل مؤهلات أومواهب سوى هذا الجمال الظاهرى، وأنها لا تملك مواهب حقيقية حتى يثبت العكس، وهو ما يحتاج أن تبذل الفنانة الجميلة جهدا حتى تؤكد أنها لا تعتمد على جمال الوجه فقط، وهو ما فعلته نجمات الفن عبر أجيال مختلفة ليكتبن أسماءهن فى سجل الجميلات الموهوبات، ومنهن مريم فخر الدين وهند رستم وشادية وصباح وزبيدة ثروت وسعاد حسنى ونجلاء فتحى وغيرهن». وهكذا لم تستطع سلفانا البقاء طويلا في العمل الفني. فمن بعد مشاركتها في سبعة أفلام سينمائية غابت عن الساحة ونسيها جمهور السينما ولم يعد أحد يتذكر إسمها أو إذا كانت لا تزال على قيد الحياة أو توفيت.

ذلك أنها غادرت مصر في مطلع السبعينات إلى وطنها الأم لبنان حيث قدمت في عام 1971 آخر أفلامها وهو الفيلم اللبناني/‏‏ المصري «الضياع» من اخراج المطرب محمد سلمان وتمثيل رشدي أباظة وسميرة أحمد وعماد حمدي ونادية الجندي وناهد شريف والفلسطيني /‏‏ اللبناني غسان مطر. ومن بعد سنوات قليلة أمضتها في بيروت، أجبرتها الحرب الأهلية اللبنانية على مغادرة لبنان والعودة إلى الولايات المتحدة.

علاوة على فيلم الضياع آنف الذكر شاركت سلفانا خلال تواجدها في مصر في خمسة أفلام، أدت في معظمها أدوارًا مساعدة مثل دور الفتاة اللعوب أو دور الخادمة الأجنبية. فيلمها الأول وهو طريق السعادة الذي أخرجه كامل الحفناوي عام 1953 من تمثيل كمال الشناوي وزهرة العلا وماجدة وشكري سرحان وفريد شوقي وهند رستم وعبدالوارث عسر وفردوس محمد وسناء سميح. وثاني مشاركاتها كان في فيلم دستة مناديل الذي أخرجه عباس كامل عام 1954 من تمثيل إسماعيل يس ونجاح سلام وكارم محمود وسميحة توفيق وحسن فايق وعبدالسلام النابلسي، حيث جسدت فيه دور خادمة الراقصة عزيزة (سميحة توفيق).

وفي عام 1955 قدمت فيلمها الثالث وهو فيلم «في صحتك» من إخراج عباس كامل أيضا وتمثيل محمد قنديل وحورية حسن وفهمي أمان وقدرية كامل وسلوى جلال وحمدي غيث. وفي العام نفسه اختارها المخرج الكبير عزالدين ذوالفقار لتؤدي دور «سوسو» إبنة زكي باشا (إبراهيم حشمت في فيلم «إني راحلة» الذي كتب قصته يوسف السباعي، فوقفت في هذا الفيلم، الذي يعد من أهم أفلامها، أمام نجمي الشاشة الكبيرين آنذاك: مديحة يسري وعماد حمدي.

أما فيلمها الخامس فقد كان بعنوان «معجزة السماء»، وهو فيلم من إنتاج عام 1956 وقام باخراجه المخرج عاطف سالم، حيث شاركت فيه بدور فنانة تحاول إغواء بطل الفيلم (محمد فوزي)، ووقفت خلاله أمام الفنان الكبير محمد فوزي ومديحة يسري وعبدالسلام النابلسي وسعيد أبوبكر واسكندر منسي وعلوية جميل ووداد حمدي وعبدالعزيز حمدي. وفي العام نفسه (1956) شاركت للمرة الأخيرة في عمل سينمائي مصري خالص، وذلك بوقوفها أمام مريم فخر الدين ويحيى شاهين وسراج منير ومحمود المليجي وسعيد أبوبكر ووداد حمدي وصلاح سرحان في فيلم «العروسة الصغيرة» من إخراج أحمد بدرخان.

وهكذا نجد أن سلفانا، على الرغم من مشوارها القصير في عالم الأضواء والنجومية، تعاونت مع مخرجين كبار من أمثال أحمد بدرخان وعاطف سالم وعزالدين ذوالفقار وعباس كامل، وشاركت بالتمثيل مع مشاهير السينما المصرية كمريم فخر الدين ومديحة يسري وماجدة وهند رستم وسميرة أحمد وزهرة العلا وعماد حمدي ورشدي أباظة وكمال الشناوي وسراج منير واسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي ومحمد فوزي وشكري سرحان وفريد شوقي ومحمود المليجي وغيرهم من نجوم ونجمات الزمن الجميل.