هل الموظف ولاؤه لمديره أم للجهة التي يعمل فيها؟ سؤال سوف أغوص بالإجابة عليه لكن ليس إلى حد الغرق. إن العلاقة بين الموظف والمدير يجب أن تبنى على الاحترام والتقدير وإعطاء الموظف حقه دون نقصان وعدم تحويله إلى موظف ليس همه سوى إرضاء المدير وعدم الولاء للجهة التي يعمل فيها، للأسف الطابع العام أن الموظف يسعى لإرضاء المدير على حساب الولاء للجهة التي يعمل بها، فالمدير لديه مفاتيح كثيرة يستطيع أن يلعب بها ويلعب بأعصاب الموظف المسكين من تلك المفاتيح مفتاح الترقية والعلاوة السنوية والدورات والانتداب وهكذا وما على الموظف إلا أن يقول مديري أولاً ومن ثم عملي وهذا خطأ يقع فيه غالبية الموظفين لكنه الواقع.

من الطبيعي أن يكون الولاء للجهة التي يعمل فيها الموظف لكن الواقع مختلف. الموظف الذي ولاؤه للجهة التي يعمل فيها هو موظف منتج مجتهد يؤدي عمله بالوجه المطلوب هذا إذا وفق بمدير ولاؤه للجهة التي يعمل فيها فالجميع ولاؤهم لجهة واحدة وهدفهم واحد. على الشركة أو أي منشأة أو أي جهة أخرى أن تحث الموظفين جميعاً على مبادئ الولاء، بدون الولاء تكون بيئة العمل غير صحية. إن من عدم الولاء كذلك الأنانية حيث يركز المدير على مصلحته الشخصية ويتجاهل مصالح الموظفين مما يدفع الموظفين إلى التسيب وعدم المبالاة وغياب روح العمل والفريق الواحد. إن تعزيز الولاء عند الموظفين في الشركة أو المنشأة أولويات إدارة الشئون الإدارية والإدارة العليا أولاً وعليها تقع هذه المسؤولية في البداية عليها معرفة تصرفات المديرين مع موظفيهم وكيف يعاملونهم وعدم ترك جميع القرارات للمديرين فلا بد من وضع جدول يوضح حدود صلاحيات المدير بحيث لا يستغل حاجة الموظف فيجعله تابعاً له دون الجهة التي يعمل فيها، ومن أسباب ولاء الموظف للمدير عدم الاستقرار الوظيفي وخوفه من الاستغناء عنه في أي وقت فيكون همه إرضاء مديره دون الجهة التي يعمل فيها.

ولاء الموظف أمر جوهري وأساسي في نمو وتطور الجهة التي يعمل فيها وبدون الولاء تكون المنشأة في مهب الريح ربما تنجح أو تجنح في عرض البحر لتتلاطم بالأمواج العالية والعاتية. على المنشأة يقع مسؤولية اختيار المديرين من حيث تصنيف احتياجاتها من حيث المهارات والمعرفة والسلوك ويحبذا وضع برنامج ولقاء مع المرشحين ينفذ من قبل قيادات المنشأة مهما كان نوعها. إن ولاء الموظف ينعكس على ربحية المنظمة خصوصاً رجال المبيعات الذين يواجهون العملاء فكيف يكون الموظف مخلصاً إذا انعدم ولاؤه.

الدورات التدريبية ربما تحل سوء فهم معنى الولاء والالتباس عند بعض الموظفين الشفافية لدى المديرين وإعطاء الإدارة العليا مسألة الولاء أهمية قصوى وقياسها في كل إدارة. ترى ما هي المؤشرات التي تدل على ولاء الموظف من تلك المؤشرات الحضور والانصراف من أول المؤشرات التي تبين لك درجة ولاء موظفيك وإن التزام الموظف بتنفيذ السياسات المتبعة في الشركة وشعور الموظف بالثقة في رؤسائه أو أصحاب العمل يساهم بشكل كبير في رفع درجة الولاء لديه. ويمكن قياس مدى الولاء عن طريق استبيان معد بطريقة علمية يعكس مدى الولاء ونسبته ووضع الحلول لرفع نسبة الولاء. بعد كل هذا على المنظمة أن تتخلص بالطرق النظامية القانونية من الموظفين الذين لا يملكون الحد الأدنى من الولاء تفادياً للخسائر المادية والسمعة السيئة في الوسط الذي تعمل فيه. المنشآت التي تضع رضا العملاء ضمن إستراتيجياتها تقوم بقياس رضا عملائها بشكل مستمر لأن رضا العميل يرتبط بإعادة شرائه مرة أخرى وبالتالي بربحية المنشأة. يجب على المنشأة أن تقيس رضا عملائها وهذا يبدأ من رضا الموظف الذي هو غاية وهدف كل منشأة، فرضا العملاء جزء من رضا الموظفين.