حقائق بدأت تتكشف أمامنا حول «جائحة» كورونا تجعلنا نفكر جدياً بأننا أمام "حرب بيولوجية" بين دولتين عظميين أمريكا والصين، والضحية العالم بأكمله، الذي يدفع ثمن صراع الكبار للاستحواذ على «التجارة» في العالم!.


الرئيس الأمريكي السابق «ترامب» اتهم الصين بأنها وراء هذه «الجائحة» كورونا، والتي انطلقت من مختبر «ووهان» الصيني، وقاطع منظمة الصحة العالمية لتقاعسها في تقصي حقيقة منشأ ومصدر وتركيبة هذا الفيروس الغامض، بل أنه أوقف دعم أمريكا المادي للمنظمة، ويطالب«الآن» الصين، بعد خروجه من البيت الأبيض، بعشرات «الترليونات»من الدولارات كتعويضات بسبب هذه الجائحة. أما الرئيس الأمريكي الجديد «جو بايدن» فأبقى على العقوبات التي فرضها ترامب على الصين. كما أن الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، فيتعرض للانتقادات حول «حقيقة» موقفه من هذه الجائحة، من خلال تسريبات لرسائل إلكترونية «الإيميلات»، وضعته في موقف لا يحسد عليه، والبيت الأبيض يدافع عن الدكتور فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس بايدن، الذي يطالب «الآن» بأخذ جرعة ثالثة للقاح كورونا!.


موت واضطراب وفوضى وخوف ومهازل يشهدها العالم بسبب صراع الكبار نستهل بها «مقالنا الأسبوعي»، لنقول إننا بالفعل نعيش أزمة حقيقية أخلاقية، وكارثة وبائية لم يعرفها العالم من قبل. «تنغيص» كامل لحياة البشر، وإرباك كامل لنمط الحياة، الذي يعيشه الناس على وجه هذه البسيطة.
واقع الحال يقول لي بأن لا أميل إلى ما تسمى بـ«نظرية المؤامرة»، لأن العالم كله يعاني من هذه الجائحة بما فيها الصين وأمريكا، فـ»الفأس» وقع على رأس الجميع دون استثناء. ولكن علماء النفس يقولون لنا أن ما حصل في الماضي قد «تثبت» ولا يمكن تغييره على الإطلاق، ولذلك فإن التركيز يجب أن يكون على الحاضر، وكيف نواجه هذه «الجائحة»، التي صنعها الإنسان في المعامل والمختبرات. فالأخطاء البشرية أو التقنية لا تُغتفر في معامل ومختبرات بيولوجية، ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.


الكارثة الوبائية وقعت، ولا نشغل أنفسنا بشيء حدث في الماضي، بل نتعلم منه الدروس في المستقبل، وهي أن الحرب البيولوجية «الجرثومية» معاملها ومختبراتها لا تقل خطورة عن معامل ومختبرات ومفاعلات الأسلحة النووية، ولذلك يجب أن تقوم الأمم المتحدة بإدراج «الأسلحة البيولوجية»ومعاملها ومختبراتها تحت مظلة «وكالة»، ليصبح مسماها «الوكالة الدولية للأسلحة البيولوجية»، على غرار «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وتفصل عن منظمة الصحة العالمية، كونها أصبحت «مسيّسة»، وتحولت من أوبئة إلى أسلحة جرثومية أكثر فتكاً بالإنسان، ولا تقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل.


فالواضح الآن أن هذه الأسلحة البيولوجية تحولت إلى مصدر ربح وثراء فاحش من قبل شركات محدودة على حساب شعوب مستضعفة لا تجد المادة الكافية لشراء اللقاحات والأجهزة الطبية، وغيرها من المستلزمات لحماية شعوبها .الأسلحة البيولوجية «الجرثومية» أصبحت تستخدم، كما هو الحال في أسلحة الدمار الشامل، في ابتزاز دول العالم، فهي يا سادة، تشل ليس فحسب اقتصاديات العالم، بل أنها تشل قدرات الشعوب على العمل والإنتاج، وتدمر الصحة النفسية للشخص، والتي تقوم على ركيزتين «القدرة على الحب والزواج»، و»القدرة على العمل والإنتاج» ، فهوية الشخص وشخصيته السوية يستمدها من قدرته على العمل والإنتاج، ولذلك نلحظ دولاً متقدمة تراجع دائماً «نسب البطالة» بين مواطنيها، وتحاول خفض تلك النسب إلى أدنى معدلاتها، كون البطالة والجلوس بدون عمل مدمرة لصحة الإنسان النفسية، ومدمرة للإنتاجية، ومدمرة للطبقة الوسطى، والتي تحافظ على توازن المجتمع من التطرف للغنى أو الفقر.


الأسلحة البيولوجية يجب أن يكون لها ضابط تحت هيئة دولية تابعة للأمم المتحدة، فالأسلحة البيولوجية تدمر الإنسان، والذي بقدراته وإنتاجيته تنهض الشعوب.