حتى منظمة الصحة العالمية أقرت على لسان مديرها العام باحتمالية أن يكون فايروس كوفيد-١٩ تسرب من أحد المختبرات، الشكوك التي عادت بقوة هذه الأيام لتحيط بمصدر فايروس جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وحياة الناس الطبيعية تبدو أقرب إلى الواقعية منها لنظرية المؤامرة !

ما يزيد القلق الآن ليس تحديد مصدر تسرب الفايروس وكونه مخلقا في أحد المختبرات بقدر ما هو مبدأ أن العبث البشري قد يكون عامل القضاء على الحياة البشرية في النهاية، فلنا أن نتخيل سهولة أن يتسبب فايروس مصنع في مختبر دولة ما أو منظمة إرهابية في انهيار نظام الحياة البشرية وتزعزع استقرار دول العالم، فتتحول المجتمعات إلى غابات من الفوضى في غياب النظام !

وسيناريوهات تزعزع وانهيار النظام عبرت عنها العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تبدو اليوم أكثر واقعية من أن تكون خيالا لمؤلفيها، فيما لو عجزت الحكومات عن توفير إمدادات الغذاء والدواء، والحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد التي تلبي احتياجات المجتمع أو توفر له الرعاية الصحية التي يحتاجها والأمن الذي يحول دون سيادة الفوضى !

من هنا يبدو التعرف على مصدر فايروس كوفيد-١٩ حقا مشروعا ليس للحكومات وحدها وإنما الشعوب أيضا، فمن حق الناس أن يطمئنوا إلى أن الحياة الطبيعية التي ظلت عبر العصور رهنا لقرارات السياسيين وفي مرمى ترسانات أسلحة العسكريين لن تنهار أمام عبث خلق الفايروسات ووضع البشرية تحت رحمة الأسلحة البيولوجية كما هي اليوم تحت رحمة الأسلحة النووية التي يملك مفاتيحها أفراد معدودون على الأصابع يحددون حاضر ومستقبل المليارات من البشر !

وإذا ثبت أن هناك من خلق فايروس كوفيد-١٩ في مختبر فإنه في الحقيقة لا يكون قد ارتكب خطأ بل قد شن حرباً على العالم !