بمجرد اسدال الستار على المسرحية التي شارك فيها الجمهور والممثلون يوم 5ـــ12ـــ2020 ونجاح الممثلين، بدأت مسرحية جديدة ومازالت الستارة مفتوحة لم تُغلق بعد، وتعرض، ويتابع أحداثها وفصولها نفس الجمهور الذي كان سبباً في وصول هؤلاء الممثلين إلى خشبة ذلك المسرح الكبير في شارع الخليج العربي. فالجمهور أحد الأركان الرئيسية في العملية المسرحية، مسرح كبير وكل يوم مشهد وحدث وفصل مختلف من البعض، مرة فاصل كوميدي ومرة أخرى مشهد إثارة وتشويق، حتى يخيل إليك أن فريد شوقي وتوفيق الدقن كانا حاضرين على خشبة المسرح.. ويوم لعبة كراسي موسيقية والثعلب فات فات، ومرة تصفيق وميكروفونات (وهذا الممثل ما يمشي)، كوميديا سوداء وأحداث متسارعة وأدوار مختلفة ومشوقة، والجمهور المسكين متحفز ويشجع لاعبيه وممثليه أحياناً بحرارة وتصفيق، وأحيانا أخرى بضحك هستيري منقطع النظير، لكن لايعلم ذلك الجمهور المسكين أنه كان مخدوعاً بمعظم هؤلاء الممثلين الذين يجيد كل واحد منهم لعب الدور المرسوم له باحتراف وإقناع، وقد نجح الكثير منهم بالتمثيل عليهم وخداعهم، فبعض هؤلاء الممثلين يمثل عليهم دور المعارض الشرس، لكنه مجرد «دوبلير» يتحرك بأوامر المعزب الذي قد تم طرده من المسرح، ويرغب في تخريب المسرحية بأكملها، وعلى طريقة الأطفال (يا تلعبوني معاكم وإلا أخرب اللعب) وبعضهم يمثل دور الإصلاحي، لكنه خارج خشبة المسرح قبيض على أربعة شوارع وبجميع العملات المحلية والعالمية، وبعضهم الآخر يمثل دور الوطني وهو كل يوم يذبح الوطن ويبتزه بالمناقصات والتعيينات الفاسدة، وبعضهم يلعب دور الأكاديمي العقلاني، وهو صاحب شهادة مضروبة وإن لم تكن مُزورة، وهكذا مجموعة من الممثلين من أشكال وأنواع مختلفة مثل علبة حلوى «الماكنتوش»، ألوانها زاهية تسر الناظرين يمارسون التمثيل يومياً على المسرح.

على العموم الجمهور لا يزال يتابع الأحداث، وبعضهم اكتشف المسرحية والممثلين مبكراً، وبعضهم الآخر لا يزال مخدوعاً ومصدقاً الممثلين وشعاراتهم وحركاتهم وصرخاتهم على المسرح، ولا أعلم متى يفيق من غفوته ونشوته ليكتشف أنه كان هو الضحية!

* العنوان أعلاه هو لمسرحية ساخرة من تأليف الراحل صقر الرشود والعم عبدالعزيز السريع، أطال الله في عمره ونتمنى له العودة سالماً معافى إلى بلده وأهله ومحبيه.