10 أيام فقط على انطلاق «إكسبو 2020 دبي»، الحدث الأضخم دولياً، والذي يترقبه العالم بآمال كبيرة كمحطة فارقة تصنع تحولاً تاريخياً، لاستعادة البشرية مسار تقدمها وازدهارها وتنميتها، ومن الواضح أن الأيام القليلة المتبقية أصبحت تحمل معها مؤشرات إيجابية متعاظمة على تسريع محركات النمو في أهم قطاعات اقتصاد الإمارات ودبي، وخصوصاً قطاعات السياحة والأعمال والتجارة والعقارات، وكذلك في فتح آفاق واسعة أمام انتعاش الاقتصاد العالمي.

مع اقتراب الحدث، الذي وعدت دبي واستعدت تماماً لجعله تجربة تاريخية لا تنسى، نجد حراكاً متصاعداً في دبي، سواء في تمهيد الأسس القوية لتحقيق أفضل العوائد من هذا الحدث للجميع على المستويات الإقليمية والدولية، وتعزيز روابط أكثر صلابة من التعاون للنهوض بالتنمية عالمياً، أو في ترسيخ مزيد من عوامل القوة لاقتصاد الإمارات ودبي وبيئة الأعمال فيهما وتعزيز مكانة الدولة كعاصمة لاقتصاد العالم الجدد.

آخر هذه المبادرات جاءت بإصدار محمد بن راشد قانون إنشاء سلطة دبي للمناطق الاقتصادية لتضم واحة دبي للسيليكون والمنطقة الحرة بمطار دبي ودبي كوميرسيتي وتجمع تحت مظلتها 5000 شركة للعمل تحت مظلة واحدة، بمحفزات استثنائية تدعم تقديم أفضل وأرقى نماذج الخدمات لمجتمع اقتصادي كبير اختار دبي نقطة انطلاق أعماله إلى المنطقة والعالم، وهو ما يشير مجدداً إلى دور دبي الحيوي في إيجاد حلول وبدائل مبتكرة بشكل مستمر لداعم تنامي ونجاح الأعمال عالمياً بمختلف مجالاتها.

يؤكد ذلك أيضاً أن الإمارات ودبي، التي ستكون خلال إكسبو قبلة ومنصة العالم لحوارات تقدمه وازدهاره، تستند فيما تبشر به العالم من غد أفضل، إلى شواهد من أرض الواقع على نجاح تجربتها في إعادة النمو إلى مساره الطبيعي، آخر هذه الشواهد ما نقرأه من قفزات كبيرة سجلتها دبي في تراخيص الأعمال خلال أغسطس والتي تجاوزت 54%، وما شهدته أيضاً منذ بداية العالم الحالي من تصاعد متواصل للأعمال مع انضمام 16 ألف شركة جديدة لعضوية غرفة دبي خلال 8 أشهر.

وهذا ما يلفت إليه أيضاً قطاع السفر والسياحة من خلال الطفرة الملحوظة في أعداد المسافرين عبر مطارات دبي، ومن خلال الارتفاع المستمر لنسب الاشغال الفندقي في الإمارات ككل، حيث كانت الدولة خلال الفترة الماضية أنشط سوق سياحي على مستوى العالم أجمع، وما سبق كل ذلك من مؤشرات قوية على تجارة الإمارات الخارجية حتى في عام الجائحة 2020.

كل ذلك يضيء شعلة تفاؤل، في أن الإمارات ستصنع، بنموذجها التنموي الريادي وتجاربها الناجحة، ومن خلال استضافتها لإكسبو، حدثاً استثنائياً، يضع العالم على مسارات مختلفة تماماً عنوانها، التعافي والنمو والتعاون والتكاتف لإيجاد مستقبل أفضل للجميع.