شركة أرامكو السعودي تدير أعمال الشركة من خلال استراتيجية واضحة وصلبة، تعتمد على التوسعين الرأسي والأفقي في الأعمال الأساسية لإنتاج النفط وفي الوقت نفسه العمل على الاستثمارات التكاملية لطبيعة الشركة، أي إن أرامكو تخطط أن تكون أكبر شركة طاقة وكيماويات متكاملة عالميا.
يعد الغاز والنفط من السلع الأساسية ويحددان مسارات النمو والتضخم في الاقتصاد العالمي، بمعنى آخر: الغاز والنفط مصدر التضخم العالمي كسلع تعكس حالة الوضع الاقتصادي، المملكة تعد الأكبر من حيث القدرة الإنتاجية القصوى للنفط بمعدل يقدر بـ12 مليون برميل يوميا كما نود الإشارة إلى أن أرامكو منذ آذار (مارس) 2020 تسعى إلى الوصول إلى 13 مليون برميل يوميا تصميميا، إن الوصول إلى تلك المستويات يعكس تفوق الاقتصاد السعودي في التربع على عرش الطاقة عالميا، ولا سيما أن الوصول إلى هذه القدرة التصميمية يتطلب استثمارات ضخمة دون النظر إلى حجم الاحتياطي لأي بلد، لأنها ما لم تتحول الاحتياطيات إلى قدرة إنتاجية تظل غير مؤثرة في السوق العالمية، أما الميزة النسبية التي يصعب على كثير من الدول منافسة السعودية فيها إضافة إلى القدرة الإنتاجية، فهي تكلفة الاستخراج المنخفضة التي يمنحها هامشا ربحيا تنافسيا يصعب على أي شركة أخرى الوصول له.
المنحنى الجديد الذي يسلكه الاقتصاد السعودي في مسار تعزيز القدرات الاقتصادية، الاستثمار في مجال الغاز من خلال الاستراتيجية الكبرى لشركة أرامكو - إن صح التعبير - وذلك من خلال الوقوف على المرتكز الثاني من مرتكزات التضخم والنمو العالميين بعد النفط وهو الغاز، فقد أعلنت السعودية أخيرا حقل الجافورة للغاز، الذي يحتوي على 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز غير التقليدي ومن المؤكد أن الانعكاسات الأساسية لمشروع الجافورة، تحسين مزيج الطاقة السعودي، ولا سيما في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه ومصانع البتروكيماويات وغيرها من الصناعات التي تستهلك الطاقة بكثافة.
أخيرا: إن وجود السعودية على خريطة كبار المنتجين للغاز عالميا قبل نهاية العقد الحالي يعد إنجازا استراتيجيا يزيد تنوع الاقتصاد السعودي في مواجهة أي تحديات اقتصادية مقبلة وتوليد الوظائف على المستوى المحلي ورفع معدل تدفق الاستثمارات الأجنبية وزيادة متانة التصنيف الائتماني والاستثماري للسعودية وزيادة معدلي المحتوى المحلي وتشغيل الشركات الوطنية العاملة في مجالي النفط وخدمات النفط والطاقة وبمعدل مساهمة في GDP يقدر بـ75مليار ريال سنويا، لأن تطوير مشاريع بهذا الحجم له تأثير اقتصادي محلي واسع، وفي الوقت نفسه ومن ناحية الأسواق المالية، الأثر المالي لهذا المشروع سيكون إيجابيا على أسهم شركة أرامكو، بحسب تصريح مسؤولي الشركة، ما يجعل الشركة تواصل نجاحها الحقيقي في الأسواق المالية من حيث قيمتها الذهبية، كورقة مالية عالية الجودة للمستثمرين الحقيقيين.