حسب توقعات الطقس فقد يكون فجر اليوم أبرد أيام العام على العاصمة الرياض وكل شيء بإذن الله سبحانه وتعالى.

مع اشتداد البرد تزيد الأمراض المرتبطة به، ومع زيادة أمراض الشتاء تزداد قائمة "الوصفات" الشعبية التي يزودك بها الأصدقاء أو الأقارب أو تقرأها في أي مكان.

لو تأملت قليلا لوجدت أن أغلب الوصفات أو الخلطات تتكون من مكونات أساسية متفق عليها، الزنجبيل والعسل والليمون مثالا وعلى رأس القائمة، ثم تتنوع الإضافات والمقادير الثانوية بين القرفة، والحبة السوداء والثوم وخلافها، وهناك من لديه قائمة إضافات ثالثة لمجرد الخروج عن السائد والإيحاء بأنها جديدة.

كلما شعر جسمك بالدفء، وزودته بفيتامينات زيادة المقاومة والمناعة صلحت كأساس لوصفة تزيد عليها ما شئت، وشخصيا أؤمن أن كل منها على حدة أفضل من خلطها، ربما لأن وجهة النظر الكيميائية تهجس لي أن الخلط يزيد احتمالات إضعاف مفعول أي منها أو يغير تركيب المادة الطبيعية الفاعلة فيها.

أتذكر الأمهات والجدات رحمهن الله وحفظ من بقي منهن وكيف أنهن واضحات صارمات تجاه الوصفات التي توارثنها، لا يخلطن كثيرا، ولا يتأثرن بالتحديثات التي يجتهد البعض فيها، ويصررن على أن "الثابت" في هذه الحالة أفضل من "المتغير" أو "المتطور" لا لشيء إلا لثقتهن بالمصدر، أمهاتهن وجداتهن، وهكذا دواليك.

للجدات إضافة إلى ما سبق عنصران أساسان في مكافحة البرد، الدهان الأوروبي الشهير الذي يشعل الحرارة في الجسم ويستنشق بخاره عند الإصابة، وتلك العبوة الصغيرة الجبارة الآتية من إحدى الدول الآسيوية والمعروفة باسم شعبي هو "أبو فاس"، ولهن استراتيجيات تدفئة، وأخرى للعقاب باستخدام هذين المنتجين.

اللافت عند التأمل الاجتماعي الاهتمام الكبير بالبرد رغم أنه لا يستمر أكثر من شهرين بموجات متقطعة، وعدم الاهتمام بوصفات الحر الذي يستمر معظم شهور العام في بلاد أغلبها صحراوي، وهذا ربما يعزى إلى "تكييف" الهواء الذي حل الإشكال وأبعد الناس عن أساليب معمارية وتصميمية في بيوتهم وأزيائهم، وعادات غذائية ومعيشية في تقسيمات يومهم كانت سائدة لتخفيف آثار الحر.

في الطقس القاسي تتذكر المحتاجين والمحرومين في كل مكان وتدعو لهم، وتسعى إلى مساعدتهم قدر الإمكان، وفي الطقس القاسي ربما تساعدك بعض الأفكار والذكريات على دفء خاص، دفء داخلي يمس روحك ولا أشك أنه يؤثر في جسدك، وربما تتعبك وتزيد من صقيعك ذكريات أخرى تجعل أطرافك ترتعش مهما تناولت من وصفات وارتديت من ملابس.

اللهم الطف بنا جميعا.