لو كان لك الخيار أن تعيش في الدنيا للأبد.. هل ستوافق؟

دراسة لعلماء النفس والفلسفة على أعداد كبيرة من الناس حاولت أن تعرف آراء الناس، فسألوهم هذا السؤال، وسجلوا إجاباتهم، وسأسألك أنا الآن، لو أُعطيتَ حبة يمكن أن تمد عمرك إلى الأبد، هل تبلعها؟

إليك الافتراضات: لن تموت ولن تشيخ، ستستمر كما أنت الآن، يمكن أن تتعلم مهارات وقدرات جديدة، تسافر وترى العالم، تمارس هوايات جديدة، لن تعيش في بيئة حرب وبؤس بل بيئة عادية، تمر بك آلام عابرة لكن لن تصاب بمرض عضال أو آلام مطولة، وأما أهلك وأصدقاؤك وأحبابك فستحصل على أي عدد من الحبوب تريده لكي تعطيهم ويعيشوا معك، المجتمع الذي تعيش فيه سيكون على وفاق معك ولن يمر بك اضطهاد أو عنصرية أو تحيز.

هناك عدة نسخ من هذه التجربة التفكيرية، منها أنك لو بلعت الحبة فلا يمكن الرجوع وتغيير رأيك، لا يمكن أن ترغب في الموت فيما بعد، وافتراض بديل في تجارب أخرى هو أن تعيش مئة ألف سنة وليس للأبد، وأخرى تسمح لك أن تترك الحياة متى ما رغبت، وأخرى تسمح بهذا فقط كل 40 سنة.

ما جوابك؟ الكثير من الناس - بمن فيهم العلماء هؤلاء - توقعوا أن الأغلب سيختارون الخلود، لكن الغريب أنه رغم تلك الافتراضات والعوامل الإيجابية المحيطة بحياة الشخص الخالدة أو شبه الخالدة فإن أغلب الناس اختاروا: لا.. في كل النسخ المتنوعة من هذه التجربة لم يرغب أحد أن يعيش لفترات طويلة حتى لو كانت أقصر مثل 100 ألف سنة أو حتى ألف سنة، فقط عندما قُصّرت الفترة إلى 200 سنة تغيرت أعداد قليلة من الإجابات لكن الغالبية ظلوا لا يريدون بلع الحبة، ولكن في نفس الوقت لم يريدوا الوفاة!

الإنسان غالبا لا يريد أن يعيش للأبد، وفي نفس الوقت يفعل كل ما بوسعه ليتفادى الموت أو يمنعه.