الصحافة هي مهنة معتمدة على جمع الأخبار المستجدة والعمل عليها من تحليل وتدقيق والتحقق من صحتها قبل أن يتمّ نشرها، سواء كانت الأخبار سياسيّة، أو ثقافيّة، أو رياضيّة، أو محليّة، بالإضافة إلى الكثير من المجالات الأخرى، وتمنح الصحافة الفرد القدرة على معرفة الأحداث من حوله في شؤون الحياة المختلفة، وهي ما يغذي تفكيره باستمرار، مستخدمة في ذلك الأشكال التحريرية المختلفة، بهدف زيادة وعي القراء وتثقيفهم وتعليمهم وتسليتهم، وربطهم بالمجتمعات الأخرى، وهي الوسيلة الإعلامية الأولى التي سبقت جميع وسائل الإعلام الأخرى.

تعود نشأة الصحافة السعودية إلى بدايات توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز، وبعد أن توطد الحكم للملك عبد العزيز صدرت صحيفة أم القرى عام 1924م التي تعد البداية الحقيقية للصحافة السعودية، وفي دراسته عن الإعلام السعودي للدكتور عبد الرحمن الشبيلي ذكر بأنه بعد صدور صحيفة أم القرى بنحو 33 سنة؛ تمَّ التصريح للشيخ حمد الجاسر بإصدار صحيفة في مدينة الرياض باسم (الرياض)، ومن المفارقات التاريخية أنها تكاد تكون الجريدة الوحيدة التي صدر لها التصريح تحت توقيع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما كان أميراً للرياض، وقد تحوَّلت إلى صحيفة يومية في عام 1385هـ.

جريدة الرياض وعبر نشاطها الصحفي الممتد - كانت ومازالت - تلعب دوراً حيوياً في العوامل التي تشكل الوعي الاجتماعي في المجتمع السعودي، حيث سعت لتطوير أسلوب الحياة وتحريكه على الطريق الصحيح، لأنها تحاول دائمًا الوقوف مع الحقيقة عبر تحقيقاتها المميزة وكتّابها النوعيين، وتعتبر جريدة الرياض وسيلة لنشر طرق الوعي في المجتمع منذ نشأتها سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا وتعطينا أحدث نظرة عما يحدث في عالمنا، مما يجعلنا ندرك الحياة والعالم من حولنا، وقد خلقت وعياً جمعياً تجاه القضايا المجتمعية بمنطقية وعقلانية فريدة، ومعرفة ما الجديد الذي يحدث من حولنا.

صنعت جريدة الرياض علاقة حقيقية بين الصحفيين والكتّاب والمجتمع، لمشاركة أنفسهم حول أحداث الماضي والحاضر والمستقبل على طريقة قاعدة (الحاجة للمجتمع)، فلديها القوة لرؤية كل شيء في المجتمع ومشاركته بين الناس، وتم صنع نهج جديد ومتجدد ولون فريد للصحافة جعل منها أيقونة يشار لها بالأفضلية لمصداقيتها ومواكبتها للحدث، وقد آلت في نهجها أن تأتي أمام المجتمع بكل الحقيقة، وقد تجلى ذلك في تلك الزوايا المضيئة التي سلطت الضوء عليها في توضيح رؤية البلاد 2030 من خلال ما تم طرحه من مقالات وتحقيقات ومقابلات ومن خلال التغطية لكافة مشاريع الرؤية والأحداث المصاحبة لها.

تلعب جريدة الرياض دوراً بناءً للغاية في مجتمع اليوم؛ لأن لها دوراً مهماً في زيادة توعية الجمهور وجمع الآراء والمعلومات والمواقف تجاه قضية معينة، فلديها القوة في مصادر المعلومات، وقوة في زيادة الوعي الاجتماعي وأثره في الفرد، ولها دور كبير ومشهود في إثراء المحتوى الإخباري والمعرفي للوسائل الإعلامية الأخرى؛ فعندما نشاهد على التلفزيون أو نستمع إلى الراديو أو نقرأ الكتب والمجلات؛ نجد الحضور اللافت لجريدة الرياض كمصدر موثوق للحدث أو للمعلومة.

جريدة الرياض التي يحق لنا أن نقول عنها عميدة الصحف السعودية؛ تعمل على تنمية الوعي المجتمعي والولاء الوطني، وقد ساهمت وعبر تاريخها الطويل في تنمية كافة جوانب المجتمع السعودي والمساهمة في التنشئة الاجتماعية والثقافية، وكانت رافداً مهماً من الروافد المعرفية، ومنبراً للرأي المتزن الذي ساهم في الاستقرار ورفع مستوى جودة الحياة.