تتحدث وسائط إعلام ألمانية عن هروع العديد من الأسر إلى شراء المدافئ الكهربائية غالية الثمن، على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة عقب وقف إمدادات الغاز الروسي عبر خط الأنابيب «نورد ستريم 1». وحسب هذه الوسائط، فقد جرى بيع أكثر من 958 ألف مدفأة كهربائية كبيرة الحجم في البلاد منذ بداية العام الجاري، وارتفعت مبيعات المدافئ الكهربائية في ألمانيا بنسبة 76 في المئة في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب الماضيين، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي.

رداً على تزايد الشكوى من ارتفاع الأثمان التي يتعين على الناس دفعها لمواجهة تحديات البرد الوشيك، بما في ذلك التي صاروا يدفعونها لشراء المدافئ الكهربائية، فإن مسؤولاً كبيراً في شركة «شتاتفيرك بون»، التي تعد أحد مرافق القطاع العام للطاقة والنقل، قال إن ثمة بديلاً أفضل من اللجوء إلى أجهزة التدفئة الكهربائية يتمثل في البطانية الكهربائية التي لا تستهلك سوى القليل من الطاقة مقارنة بالمدافئ الكهربائية.

طمأنة الجهات المعنية والتي تزعم أن الوضع لا يدعو إلى الفزع، تبددها تقارير كثيرة تقول شيئاً مختلفاً، ومن ذلك، فإن زيادة استخدام أجهزة التدفئة الكهربائية ستُثقل كاهل شبكة الكهرباء وقد ينجم عن ذلك انقطاعات في الكهرباء أو تعطل في الشبكة ذاتها، لأن أجهزة التدفئة ستؤدي إلى زيادة معدل التحميل على شبكات الطاقة، خاصة في ساعات الذروة في أوقات المساء عند انخفاض درجات الحرارة في الشتاء.
صاحب نظرية «أوروبا حديقة جميلة وكل ما حولها أدغال» جوزيف بوريل، مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي، الذي أتينا على ذكر أقواله أمس، والتي تنضح عنصرية وغطرسة، سبق له أن أقرّ، وقبل فترة وجيزة جداً، بأن رفاهية الاتحاد كانت قائمة على الطاقة الرخيصة من روسيا. وكمن يتجاهل ترابط عالم وتشابكه وتداخله، دعا إلى البحث عن مصادر الطاقة داخل أوروبا قدر الإمكان، «عوضاً عن تغيير إدماننا على الاعتماد على الطاقة الروسية إلى إدمان آخر»، لكنه لم يقل ما هو «الإدمان الآخر» الذي يتحدث عنه، مع تزايد شكوى قادة أوروبيين من الأسعار المبالغ فيها التي تفرضها الولايات المتحدة على بلدانهم لقاء تزويدها بالطاقة، لكنه لم ينس أن يحذر، تارة أخرى، من روسيا والصين.