الحملة الظالمة التي يشنها سياسيون وصحافيون في الغرب ضد تنظيم دولة قطر لكأس العالم، التي أشار لها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مؤخراً لم تكن بالجديدة، فهي امتداد للحملات الظالمة التي بدأتها الصحافة البريطانية، حين قررت الجمعية العامة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأغلبية الاتحادات الوطنية الأعضاء اختيار قطر، وليس بريطانيا أو الولايات المتحدة لتنظيم كأس العالم 2022.

الصدمة التي أصيبت بها الصحافة البريطانية في حينها أخرج بعض الصحف والكتاب ممن كانوا يتصنعون الديموقراطية، وحرية الرأي، عن طورهم فرأينا حملات تشويه لم يسبق أن واجهتها دولة أخرى حظيت بمهمة تنظيم المناسبة العالمية الأهم.

حينها كتبت سلسلة مقالات في صحيفة الشرق القطرية، كشفت عبرها زيف الدعاية البريطانية، وتحديتهم بأن قطر ستنجح في الإعداد لكأس العالم، وستنظم واحدة من أنجح بطولات كأس العالم لكرة القدم.

دولة قطر التي كانت قد أعلنت حينها عن مشاريع بنى تحتية ضخمة من ضمنها شبكة القطارات، والطرق تزامَن تنفيذ هذه المشاريع مع بناء ملاعب كأس العالم؛ ليكتمل المشهد وقت بدء البطولة.

ولكن الحملة المسعورة أرادت بسوء نية أن تشوه الجهود القطرية، حين خلطت بين مشاريع البنى التحتية المعلن عنها سابقاً، وبين بناء ملاعب كأس العالم، والمرافق الأخرى المرتبطة بالبطولة.

ورغم أن هذا الربط لا يعتبر أمراً سلبياً بحد ذاته فإنه ربط غير حقيقي.

الانتقاد الآخر الذي يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان للعمال الذين شاركوا في بناء ملاعب بطولة كأس العالم، والذي وجهته جهات غربية بطريقة انتقائية ومشوهة، وأعادت توجيهه وزيرة الداخلية الألمانية مؤخراً، فهي مجرد ملاحظات كانت دولة قطر قد انتبهت لها بشكل مبكر، واحتاطت لها وعالجتها بإجراءات عدة، حتى قبل أن تصدر الملاحظات من جهات خارجية.

ورغم كل هذه الإجراءات والمعالجات لا يزال بعض السياسيين والصحافيين يصرون على إدانة قطر بتهم ظالمة؛ لتظهر نواياهم الحقيقية وهي عدم رغبتهم في أن تنجح دولة عربية وإسلامية في تنظيم بطولة عالمية بحجم كأس العالم لكرة القدم.

دولة قطر، وشعبها، وحكومتها، لم تجعل هذه الاتهامات الظالمة تشغلها عن الرغبة القطرية في جعل هذه البطولة واحدة من أنجح البطولات على مر تاريخ، وهو ما كان حيث نجحت قطر في الإعداد المبكر لكل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هذا الهدف الكبير، والذي أشار له رئيس الفيفا جياني إنفانتينو حيث توقع أن تكون بطولة كأس العالم في قطر إحدى أنجح البطولات على مر التاريخ.

نبارك لدولة قطر مقدماً النجاح المتوقع لبطولة كأس العالم، والتي أشهد بنفسي بحكم عملي لبعض الوقت في الدوحة، الحجم الضخم والكبير للجهود التي يقوم بها إخواننا في قطر، وخصوصاً شبابنا الواعد في لجنة المشاريع والإرث، وهي اللجنة المسؤولة عن تنظيم البطولة والتي أبدعت في تنفيذ المهام المناطة بها بكل ما أوتيت من قوة.