حديثنا هنا عن الفنانة رجاء يوسف، وهي ممثلة وفنانة استعراضية بدأت حياتها في «السيرك العربي» الذي كان يملكه جدها عباس العربي، كما عملت في سيرك عائلة الحلو وسيرك عائلة عاكف. ومن خلال عملها مع العائلة الأخيرة تعرفت على الفنانة الموهوبة الراحلة نعيمة عاكف التي أدخلتها مجال السينما سنة 1950.

لمع اسمها كثيرًا في عقد الخمسينات مع أختها عواطف يوسف التي يظن الكثيرون أنها توأمها، بسبب التشابه الكبير بينهما في كل شيء، بينما الحقيقة أن رجاء أكبر من عواطف بخمس سنوات، علما بأن عواطف رحلت في 12 مايو 1992 بينما رحلت رجاء في 29 مايو 2005. ظهرت الشقيقتان معا في عدد من أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية ومنها أفلام: البنات شربات، أربع بنات وضابط، أنا وأمي، الكمساريات الفاتنات.

يمكن تقسيم حياتها الفنية إلى مرحلتين: في الأولى كانت فيها نجمة مطلوبة للمشاركة في أفلام الخمسينات والستينات في أدوار الراقصة والعشيقة والفتاة الشقية المرحة، حيث تركت بصمتها الخاصة على معظم الأعمال السينمائية التي شاركت فيها، وفي المرحلة الثانية توارى وهجها وحضورها بحكم تقدمها في السن فقدمت 8 أعمال فقط خلال عقدي السبعينات والثمانينات اشتملت على مسلسل «إشراقة العمر» في 1987، علاوة على الأفلام التالية: «ابن مين في المجتمع»/‏ 1979 لحسن الإمام، الأضواء/‏1972 لبركات، عالم وعالمة/‏1983 لأحمد ياسين، العسكري شبراوي/‏1983 لبركات، ثم أفلام الطائرة المفقودة/‏1984، السجينتان/‏1988، الأوهام/‏1988 ، وكلها من اخراج زوجها أحمد النحاس

ولدت رجاء في القاهرة في 29 ديسمبر 1925، وقبل وفاتها دون عن 80 عاما في سنة 2005 بعدة سنوات ابتعدت عن التمثيل وكرست حياتها لعائلتها. والمعروف أنها لم تكن فقط ممثلة وراقصة استعراضية، وانما كانت أيضا منتجة (أنتجت 3 أفلام هي: المخدوع والطائرة المفقودة والشيطانة الصغيرة)، وفوق ذلك كانت مؤلفة إذ كتبت قصة وسيناريو وحوار فيلم السجينتان.

يتذكرها محبو كلاسيكيات السينما المصرية في فيلمها الاستعراضي الكوميدي الرومانسي الأشهر «أربع بنات وضابط»/‏1954 من تأليف أبو السعود الابياري وتمثيل واخراج أنور وجدي، إذ شاركت شقيقتها عواطف يوسف ونعيمة عاكف ولبلبة، في دور إحدى بنات الإصلاحية اللواتي يهربن منها بسبب تعسف مديرتها نجمة ابراهيم. ولئن كان هذا الفيلم هو الأكثر شهرة من بين أعمالها، إلا أن قائمة أعمالها تشتمل على أفلام مهمة أخرى.

بدايتها كان في فيلم ساعة لقلبك/‏1950 لحسن الامام مع شادية وكمال الشناوي، والذي أدت فيه رقصات البهلوان والكلاكيت. وفي عام 1951 قدمت فيلم «البنات شربات» لحلمي رفلة من بطولة أحلام واسماعيل يس، وفيلم «أسرار البنات» لحسن الامام من تمثيل فاتن حمامة وحسين رياض ومحسن سرحان وشكري سرحان. وفي العام التالي شاركت في 3 أفلام هي: «المهرج الكبير» ليوسف شاهين من بطولة فاتن حمامة ويوسف وهبي، وفيلمي «كأس العذاب» و«غضب الوالدين وكلاهما من اخراج حسن الامام. وفي عام 1953 شاركت في فيلمين هما: «طريق السعادة» لكامل الحفناوي من بطولة ماجدة وكمال الشناوي وشكري سرحان، و«أنا وحبيبي» لكامل التلمساني من بطولة شادية ومنير مراد. أما في عام 1954 فقد ظهرت في 5 أفلام دفعة واحدة هي بالإضافة إلى «أربع بنات وضابط»: «إنسان غلبان»، و«المحتال»، و«إلحقوني بالمأذون» وجميعها من اخراج حلمي رفلة، وفيلم «ليلة من عمري» لعاطف سالم من بطولة شادية وعماد حمدي. وفي العام التالي (1955) شاركت في 5 أفلام أيضا هي: «لحن الوفاء» لإبراهيم عمارة من بطولة شادية وعبدالحليم حافظ، «شاطئ الذكريات» لعزالدين ذوالفقار من بطولة شادية وعماد حمدي، «خالي شغل» لحسن عامر من تمثيل كاريمان وأحمد غانم، ثورة المدينة» لحلمي رفلة من بطولة صباح ومحمد فوزي، «الحبيب المجهول» لحسن الصيفي من بطولة ليلى مراد وحسين صدقي وكمال الشناوي.

من أهم أفلامها في 1957، فيلم «الكمساريات الفاتنات» الكوميدي الاجتماعي لعباس كامل، والذي شاركت فيها كل من شقيقتها عواطف يوسف ونجاح سلام وزينات صدقي واسماعيل يس وعبدالسلام النابلسي وحسن فائق. أما أهم أفلامها في 1958 فهو فيلم «الشيطانة الصغيرة» لحسن الامام من تمثيل احمد رمزي ويوسف فخر الدين ومحمود المليجي وسميرة أحمد.

في الستينات قدمت 6 أفلام هي: «ألمظ وعبده الحامولي»/‏1962 لحلمي رفلة من بطولة وردة الجزائرية وعادل مأمون، «أميرة العرب»/‏1963 لنيازي مصطفى من بطولة وردة الجزائرية ورشدي أباظة، «طريد الفردوس»/‏1965 لفطين عبدالوهاب من بطولة فريد شوقي وسميرة أحمد، «هارب من الأيام»/‏1965 لحسام الدين مصطفى من بطولة فريد شوقي وسميرة أحمد، «أرملة وثلاث بنات»/‏1965 لجلال الشرقاوي من تمثيل أمينة رزق وزيزي البدراوي ونوال أبوالفتوح، «الجزاء» لعبدالرحمن الخميسي من تمثيل شمس البارودي وحسين الشربيني، و«وداعا أيها الليل» لحسن رضا من بطولة شكري سرحان وناهد شريف.