في فلسطين 48 وفي الخط الأخضر وفلسطين الكبرى ضعف الطالب والمطلوب، إسرائيل التي كانت تتفوق بالجو والطائرات والردع النووي أصبحت الحرب عليها حرب شوارع مواجهات بلا دبابات، ولا راجمة ولا صواريخ تطلقها من البحر لنسف عمائر وأبراج سكنية، الحرب تغيرت من يوم الجمعة الماضية 27 يناير 2023م ومن القدس من حي النبي يعقوب حيث قام الشاب خيري علقم بقتل 8 من الإسرائيليين وإصابة 10 من الإسرائيليين، رداً على مقتل 12 من الفلسطينيين في مخيم جنين الأسبوع الماضي، وبعدها بيوم السبت قام طفل فلسطيني 13 سنة من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس بإطلاق النار وإصابة اثنين من اليهود إصابة أحدهم خطيرة.

الحرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين حرب شوارع، وحرب كما تقول إسرائيل حرب ذئاب منفردة، ليست مواجهة بين جيش الحرب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية في الضفة أو المنظمات في قطاع غزة، أو مواجهات جماعية ضد عرب 48م، بل مواجهة بين أفراد في الشارع، لا تعلم متى يطلق الرصاص.

الحال في فلسطين أخذ يتطور إلى حرب شوارع ويعيد الذاكرة إلى عام 1948 في بداية احتلال فلسطين مواجهات فردية وجماعية واشتباكات في المدن والقرى بالمسدسات والبنادق والسلاح الأبيض، فقد بدأت الترتيبات لجولات من حروب الشوارع، وهذا ما تخشاه إسرائيل والغرب لأنه يعطل التفوق العسكري الإسرائيلي، فقد تحولت الحرب خلال (75) سنة من حروب الجو والجيوش إلى حروب بأساليب جديدة استفاد منها الفلسطينيون وهي:

- حرب صواريخ المدن القصيرة من بداية الألفية الجديدة حروب غزة ولبنان.

- حروب الطائرات المسيرة بدون طيار.

- الحرب السيبرانية الإلكترونية التهكير وتعطيل الشبكات العسكرية وسرقة المعلومات.

- تنمية المعلومات والتنسيق عبر التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والواتس من داخل فلسطين والخارج.

- إشعال الانتفاضة الفلسطينية من جديد لتكون مواجهة شعبية ضد الأمن الإسرائيلي.

- تحريك كتائب إسرائيلية من الجنود للفصل ما بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة، وعزل القدس، ولهذه الإجراءات جهدٌ إضافيٌّ وعبءٌ على المؤسسة العسكرية.

- إشغال القطاع العسكري والسياسي عن جبهات سورية وجنوب لبنان وإيران ومفاعلها النووي.

- الكلفة الاقتصادية العالية من الصرف المالي على ما تترتب عليه الانتفاضة من أعباء مالية وعسكرية.

- الأخطار الكبيرة من تسليح أو السماح للمستوطنين بحمل السلاح بالمستوطنات والقرى والمدن المختلطة.