القصف الذي تعرضت له أصفهان باستهداف مصانع صواريخ فرط الصوت والطائرات المسيرة مساء يوم الأحد 29 يناير 2023 التي تستفيد منها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وكذلك ميليشيات طهران في الوطن العربي وبخاصة اليمن، فقد غيرت معه أجندة سابقة كانت تعمل على تنفيذها إيران منذ 2010 مع انطلاقة الربيع العربي وأعلنت عن توجهاتها صراحة عام 2015، عندما أطلق وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، إن إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، فتفجير أصفهان هي بداية التحول الفعلي الغربي عن إيران لأنها استخدمت الطيارات المسيرة والصواريخ ضد أوكراني وأوروبا، لذا تقرر قصف مصانع أصفهان.

وكان قد فضح مخطط الهلال الشيعي أول مرة الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين عام 2004، من خشيته أن تأتي حكومة عراقية شيعية أبان احتلال أمريكا للعراق عام 2003 لتكون متوافقة مع إيران وسورية حزب البعث، وحزب الله في لبنان لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد من إيران إلى لبنان.

لكن الأمر تطور من هلال شيعي إلى طوق إيراني، تضيق دائرة الهلال من الأطراف وتتسع دائرته في الوسط لتصبح حسب ما تخطط له حلقة تطوق الجزيرة العربية (دول السعودية والخليج العربي) إن استطاعت، هذا ما كان يريده الغرب أوروبا وأمريكا وروسيا أما بالموافقة العلنية على خطط إيران أو بالصمت على أفعالها وتصرفاتها، كما دعمتها أمريكا في عهد أوباما الرئيس الأمريكي (2009- 2017 ) بالإفراج عن الأموال عام 2016 وكان مجموع المبالغ التي حصلت عليها إيران بلغ 1.7 مليار دولار، وربما تصل إلى 2 مليار دولار، مكنت طهران من أن توظفها لمشروعها الكبير التوسع في تمزيق الوطن العربي مستفيدًا من ثورات الربيع العربي 2010م.

أما مشروع الطوق الإيراني المتطور من الهلال الشيعي، فينطلق من محورين، المحور الأول:

- يبدأ من جنوب إيران عبر الخليج العربي ثم مضيق هرمز ثم بحر العرب واليمن وخليج عدن وباب المندب ثم الحديدة ميناء اليمن، ثم خليج العقبة حتى إسرائيل (إيلات) باعتبار إسرائيل من طرف الطوق.

المحور الثاني:

- يبدأ من وسط وشمال إيران ثم العراق وسوريا ولبنان حزب الله والبحر الأبيض المتوسط.