بدأت الحكاية في هذه الأرض الطيبة المباركة عندما أعلن الإمام محمد بن سعود –طيب الله ثراه- عن قيام الدولة السعودية الأولى في 30 جمادى الثانية 1139هـ الموافق 22 فبراير 1727م في وسط الجزيرة العربية، واستمرت الدولة السعودية الأولى حتى عام 1233هـ - 1818م، دستورها القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت عاصمتها الدرعية.

ويعد يوم تأسيس المملكة العربية السعودية اللبنة الأولى في مسيرة توحيد الجزيرة العربية وأرض الحجاز والعمل على ازدهارها، حتى صدر مرسوم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- في 1351هـ - 1932م، والذي وحد البلاد والعباد على السراء والضراء من أجل وطن قوي بأبنائه وأرسى قواعد البناء.

وجاءت المرة الأولى التي تحتفل فيها المملكة العربية السعودية بذكرى يوم التأسيس في 2022، حين أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً يقرّ أن تاريخ يوم التأسيس 22 فبراير إجازة رسمية لجميع الجهات، وفي ظل قيادة حكيمة تعمل على تعزيز الانتماء الوطني والاعتزاز بالموروث الشعبي والوطني كل حسب منطقته، وهذا وفق انتماء كبير للوطن العظيم المملكة العربية السعودية في ظل مواكبة العصر بتطوراته ولننطلق جميعنا من أجل يوم التأسيس الثاني هذا العام.. فالوطن يستحق أن نزهو به ونحتفل في يوم تأسيسه وفي يومه الوطني، يتخلل كل ذلك ارتباط بالجذور والعمل جميعنا من أجل توحيد الصف والاعتزاز بكل ما نملك في الماضي والحاضر، ونتطلع للمستقبل في قوة وثبات من أجل أجيال قادمة قوية قادرة على البناء والإعمار من أجل هذه الأرض وأبنائها.

الحكاية يرافقها تفاصيل كبيرة وصغيرة ترتبط بالموروث الشعبي من أدوات وملابس ومأكولات ومشروبات وإكسسوارات يرتبط بها قصائد تكتب وقصص تحكى وتاريخ يدون، وكل ذلك يجب أن يحفظ ويسطر بماء الذهب من أجل الأجيال المقبلة، ومع كل هذا الجمال المنبعث من الماضي ويأتي إلينا فيجب أن يصان وألا يستغل وألا يحرف أو يهمل، وعليه يجب أن تكون هناك ضوابط تحكم الأزياء التي تباع وكل ما يرتبط بها من تفاصيل، وفي المقابل يجب على الأفراد البحث والتعرف على ماضي أجدادهم وما استخدموه في ماضي الأيام ورفض ما هو دخيل أو مشوه لذلك وعدم القبول به، ويجب الاعتراض عليه، واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة الموجودة في الكتب والمراجع والعودة إلى الهوية الأصلية الخاصة بالمناسبات الوطنية، والتي تصدر من وزارة الثقافة، وهي الجهة الرسمية المخولة بمثل هذه المناسبات الوطنية من أجل أن تكون احتفالات حقيقية، ومن أجل أهداف سامية ترتقي بنا في اعتزازنا بموروثنا الشعبي وتعمق ارتباطنا بالجذور بلا تشويه أو إهمال، ويجب أن نتذكر أن أحد أهم أسباب قوة الأمم هو اعتزاز أفرادها بالجذور وارتباطهم بها.