أكثر من فعالية ثقافية منتظمة تقيمها دائرة الثقافة في القاهرة ونواكشوط وعمّان، والخرطوم (قبل الأحداث)، والقيروان، والدار البيضاء:.. مهرجان الشعر أو القراءات الشعرية التي تنظمها بيوت الشعر في هذه المدن والعواصم العربية زائد تكريم شعراء وكتّاب وأدباء عرب في بلدانهم وبين ذويهم زائد مهرجانات المسرح زائد تكريم الشباب الأدباء الفائزين بالإصدار الأول.. هذه الفعاليات منقولة من الشارقة أساساً إلى البلدان والعواصم العربية تحت مظلة دائرة الثقافة في الشارقة، وتقوم على نحو تراتبي ومنتظم مرة في الشهر على الأقل، ومن أسبوع إلى أسبوع ينتقل فريق إداري ومهني وثقافي من الدائرة في الشارقة إلى عواصم ومدن عربية مغاربية ومشارقية، ويلتقي هذا الفريق بممثلي وزارات الثقافة العربية في بلدانهم وعواصمهم، ويجري تنظيم كل فعالية تكريمية أو ثقافية بالتنسيق الكامل والدقيق بين دائرة الثقافة ووزارات الثقافة العربية.

حضور دائرة الثقافة في المحيط العربي أصبح مألوفاً ومعروفاً للكتّاب والأدباء والمثقفين العرب، وأصبحت دائرة الثقافة في الشارقة؛ بل أصبح مشروع الشارقة الثقافي قائماً في العواصم والمدن العربية بكل أدواته وانتظامه العملي في الوطن العربي، وهو ما نسميه دائماً ويسميه الإعلاميون الثقافيون الإماراتيون والعرب.. العمق أو الامتداد الطبيعي للثقافة الإماراتية في بعدها العربي.

الإمارات بين العرب ومعهم وفي قلب الحراك الثقافي من المشرق وإلى المغرب من خلال دائرة الثقافة؛ بل من خلال فكر ورؤية الشارقة الثقافية على المستوى العربي، أما المستوى العالمي فله حديث آخر بالتفصيل نفسه.

الخبر الثقافي الإماراتي، ومصدره الشارقة، أصبح شبه يومي في الصحافة الثقافية العربية، وفي الإعلام الثقافي العربي في حدوده المتاحة، لا بل إن فعاليات ثقافية محلية تقام في إمارات الدولة أصبحنا نقرأ أخباراً عنها وتغطيات لها في بعض الصحف العربية ذات الحيوية الثقافية في صحافة المشرق والمغرب العربيين.
هذه نتيجة على درجة كبيرة من الأهمية تلفت النظر وتلفت المتابعة، فأن يكون الخبر الثقافي الإماراتي خبراً عربياً في الوقت نفسه في صحافة العواصم العربية، فهو أمر يتحقق أو تحقق بكل موضوعية بعد تاريخ متدرّج من العمل الثقافي في الإمارات منذ السبعينات، وإلى اليوم.

الإعلام الثقافي والصحافة الثقافية في العالم كله، ظاهرة إيجابية، إذا كانت هذه الظاهرة تتابع وتعاين مشروعاً ثقافياً له هوية وفكر ورؤية تتصل بالحياة والإنسان والمستقبل، وهي مكوّنات أساسية في مشروع الشارقة الثقافي، منذ سبعينات القرن العشرين، وإلى اليوم.