الأطفال يستحقون أكثر من عيدية في العام الواحد، وأقترح من الآن تغيير فكرة أن العيدية المالية خاصة بعيد الفطر، وأن عيد الأضحى هو عيد لحم وأكل وشرب، لأنهم أثبتوا قدرات إدارة ومالية وتفاوض تثير الإعجاب والضحك وربما الغضب!

أولا هناك الاستقطاب العفوي للرصيد، يختال الأطفال بزينتهم ويأسرون القلوب ويزرعون البسمات ويصنعون الفرح الحقيقي للعيد، فيستحقون ما يحصلون عليه بحب.

ثم تأتي المراجعة التي تتم كل نصف ساعة تقريبا لمعرفة الرصيد بالضبط، سواء كان المال لا يزال معهم أو تم تسليمه إلى أحد الوالدين مع الشماغ والعقال للأولاد وبعض مكونات الزي للبنات ليبدأ اللعب، وهذه المراجعة قد تستمر بضعة أيام وربما أسابيع مع تكرار سؤال، "وكيل الحفظ" الوالدة أو الوالدة عن الرقم تأكيدا وليس استفهاما.

المرحلة الأذكى هي مرحلة يجعل فيها الصغار من أحد الوالدين "متعهد التغطية "، فهم يبدأون في طلبات أو مشتريات طالبين خصمها من" العيدية"، ثم ينسون أو يتناسون ويعيدون المبلغ إلى أساسه، فيقوم وكيل الحفظ بتغطية الفرق في كل مرة، في الحقيقة هو لم يمس مالهم، لأنه من دفع أصلا والعيديات محفوظة في المنزل لكن يتم إلغاء الخصم المتفق عليه.

بعد أيام تبدأ مراحل التفاوض فالصغار يعتقدون أن ما جمعوه يكفي لتحقيق كل رغباتهم، وهم يخططون لشراء الكثير، خاصة الأجهزة الذكية وملحقاتها، ويعرفون لاحقا أو عند الوقوف لدى المحاسب في المتجر أن حصيلتهم لا تكفي، فيبادرون بالأسئلة عن " كفاية رأس المال" الخاص بهم وكيف يمكنهم الاقتراض مقابل الأصل الأهم الذي يمتلكونه كضمان، حنان الوالدة أو الوالد، مع أصول أخرى

"على الورق" مثل الوعود بالنوم مبكرا أو المذاكرة المنتظمة لدروسهم أو ترتيب غرفهم أو المحافظة على الصلاة في وقتها.

كل هذه التكتيكات العفوية مبهجة وجزء من أجواء الأسرة في الأيام التي تلي العيد، وهي أحيانا فرص تربوية لتهذيب نزعة الاستهلاك المتنامية لدى الأجيال الجديدة، وهي أيضا فرص لإدارة الحوار إجمالا معهم، والحوار المالي بشكل خاص.

من الجيد التأكيد أحيانا بالممارسة أن "العيدية" ليست بالضرورة نقدية، بعض العيديات العينية أفضل، وأفضل ممارسة هي المزج بينهما، لأن العيديات العينية تصنع الذكريات فهي في الأغلب تم انتقاؤها بحب واقتناؤها بترقب وتلقيها بدهشة يجب أن تظل جزءا من عيد الأطفال.

بالطبع هذا ليس تعميما ولا يحصل مع الجميع لكن مشاهدات سلوك الصغار ممتعة وغنية بالدروس والابتسامات والذكريات التي تصنع كل عام، وتتراكم لتكون جزءا من التاريخ الخاص لكل أسرة.

عاد عيدكم وأنتم أجمل.