الغرب اليوم يعاني مشكلات اجتماعية وأسرية كبيرة كانت سبب برضوخه للشهوات والشبهات، وابتعاده عن القيم والمبادئ والأخلاق، ومع ذلك يحاول جاهداً تصدير ذلك النموذج البائس إلى المجتمعات العربية بدعوى الحرية الشخصية، ويمكن رؤية ذلك النموذج من خلال التفكك والعنف الأسري، وحالات الطلاق والانتحار والتشرد والضياع، وهناك تساؤل لا يزال يبحث عن إجابة، لماذا الغرب يرفض تعدد الزوجات رغم ارتفاع نسبة العنوسة ويقبل المثلية الجنسية (الرجل مع الرجل، والمرأة مع المرأة)، ولربما الزواج من الكلاب والقطط؟! فهل هذا من الفطرة السوية التي خلق الله الإنسان عليها، وجعله خليفته في الأرض؟!

وسبب الحديث عن المثلية الجنسية والشذوذ يأتي إثر قيام السفارة الأمريكية بالبحرين بنشر تغريدة على حسابها الرسمي تهنئ وتبارك وتشجع وتدعو للمثلية الجنسية، وهو أمر لا يدعو للحصافة الدبلوماسية في بلد له عاداته وتقاليده وأخلاقه، فالجميع في هذا الوطن يرفض وبشكل قاطع الدعوات الشاذة، فالمجتمع البحريني يؤمن بتعدد الأقطاب، الرجل والمرأة، وقيام الأسرة بميثاق غليظ، ويعتبر المثلية الجنسية واللوطية والسحاقية أعمالاً خارج القيم والأخلاق والطبيعة البشرية، وهي التي ترفضها جميع الأديان والشرائع والأعراف.

لقد سقطت الكثير من الدول حين هدمت أسوار الفضيلة والسياج الأخلاقي، وهذا مشاهد اليوم في الكثير من الدول التي تبنت المثلية واللوطية والسحاقية، فوضعت لها القوانين والأنظمة، وأنشئت لها المراكز والمؤسسات، فكانت معول هدم في المجتمع حتى تأخر الشباب عن الزواج، وكثر الطلاق، وأصبح الكيان الأسري من المشاريع الفاشلة، وهذه الحقيقة يراد لها أن تنتقل بكل مساوئها إلى الدول العربية.

والبحرين من الدول المتمسكة بدينها وعاداتها وأخلاقها، لذا ترفض مثل ذلك السلوك، وتستهجنه، فالرجل بالبحرين يفتخر برجولته، والمرأة تعتز بشرفها ودينها، ولا مكان لمثل تلك الأفكار الدخيلة والشاذة التي تتنافى مع القيم والمبادئ، لذا جاء الرفض المجتمعي لمثل تلك الدعوات الشاذة، والمؤسف أن يأتي ذلك السلوك من خلال البعثات الدبلوماسية التي يجب أن لا تتدخل في الشؤون الداخلية، وتراعي القيم والمبادئ التي عليها المجتمع.

حرية التعبير لا يعني الخروج على القانون والأعراف والتقاليد، فالسلوكيات الشاذة مرفوضة وتثير الاشمئزاز، والمجتمع الواعي يرفض التدخل في شئونه الداخلية، ورغم انبهارنا بالتقدم العلمي الذي يشهده الغرب إلا أنه فقد الكثير من القيم والمبادئ، وما المثلية والجنسية واللوطية والسحاقية والتعري إلا نماذج على التخلف البشري.

لقد شهد العالم أولى تلك الممارسات من قوم نبي الله لوط عليه السلام، وهو ما جاء في محكم التنزيل (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) «الأعراف: 80»، وقد ذم الله فعلهم (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ) «الشعراء: 165-166»، لذا كانت عبرة الأمم المجتمعات، فرضت كل الأديان والشرائع المثلية واللوطية والسحاقية؛ لأنها تنافي الفطرة السوية.

لقد استاءت الفعاليات المجتمعية بالمجالس الأهلية والمنتديات الإلكترونية بتصرف السفارة الأمريكية بالبحرين من نشر تغريدة للمثلية، وهي ليست التغريدة الأولى وبلا شك لن تكون الأخيرة، ففي كل عام وبشهر يونية تتم التهنئة رغم رفض المجتمع لذلك، فانطلقت منصات التواصل الاجتماعي مغردة ضد تغريدة السفارة للمثلية الجنسية.