جاء في الأخبار أن عاملًا كندياً بسيطًا في إحدى محطات البنزين، أصبح حديث كندا كلها، بعد أن أبهر الجميع بقدرته الخارقة على تذكّر أسماء العملاء، حيث كان يناديهم بأسمائهم، ويبادلهم التحية دون أن يخطئ مرة في الأسماء، مما كوّن له قاعدة شعبية كبيرة، زادت من شهرته، ومن مبيعات المحطة.. مرت فترة طويلة كوّن فيها العامل صداقات مع العملاء؛ الذين كانوا ينجذبون للطفه ولباقته، قبل أن يكتشفوا فيما بعد أنه كان يكتب أسماء العملاء على غطاء بنزين سياراتهم من الداخل!.
هل سبق أن قابلت شخصاً أصابك بالدهشة في مجال العمل، أو في إتقان مهارة ما، ووقفت مذهولًا متحيرًا أمام قدراته التي تبدو خارقة، ولا تعرف كيف اكتسبها؟!. هؤلاء يا سيدي ليسوا حواة ولا سحرة، ولا حتى أناساً وُلدوا بقدرات تفوق قدراتك، كل ما في الأمر هو أنهم مجتهدون، بل مثابرون على الاجتهاد، ويمكن القول إنهم يُطبّقون في حياتهم ما يُسمَّى بـ (قانون الإضافة البسيطة)، هذا القانون الذي ربما سمعنا عنه جميعًا أو قرأناه، لكن قلة قليلة جدًا هم مَن يتخذونه منهجًا في حياتهم العملية، لذلك تجدهم مميزين ومبهرين ومتقدمين على الجميع.
يقول قانون الإضافة البسيطة، إن إضافة صغيرة (تعلم مهارة، قراءة، إطلاع... إلخ) تضيفها إلى نفسك كل فترة زمنية، ستُغيِّر كثيرًا من النتائج فيما بعد، وسيجعلك هذا التراكم المهاري أو المعرفي المستمر مميزاً وبشكلٍ لافت عن جميع أقرانك، ومتقدمًا عليهم بخطوات.. الشرط الأهم لتحقيق نتائج ملموسة في هذه التقنية التي تسمى في اليابان (كايزن)؛ هو الاستمرار وعدم التوقف. أنظر أين يقف زملاؤك ومنافسوك، ثم زد عليهم بخطوة صغيرة، قد لا تبدو واضحة اليوم، ولا في الغد، لكنها إن استمرت لبضعة أشهر أو سنوات فستقفز بك حتمًا، وستجعلك مختلفًا وسط المتشابهين.
لا يشك أحد في عبقرية (آينشتاين)؛ لكنه عندما سُئل ذات مرة عن سر عبقريته قال: لست أذكى من أحد، كل ما في الأمر أني أقضي وقتًا أطول من غيري مع الأسئلة! وكأنه يُفسّر عبقريته بالمثابرة والإضافة والاستمرار.
لابد أنك قد صادفت زميلاً أو أكثر يتباهى بعدد سنوات خدمته (٢٠ أو ٣٠ سنة)، بينما لا ينعكس هذا على مهارته، ولا حتى تقدّمه في العمل.. وهؤلاء كثيرون، والواقع أن ما يتباهون به مجرد سنوات (خدمة) مكرورة، وليست (خبرات) حقيقية، لأنها سنوات ثبات، لا إضافة ولا تقدم فيها. وفي هذا يقول الكاتب برايان تريسي: إذا أردت أن تعرف ما أنت عليه بعد خمس سنوات، فانظر ماذا تفعل بعد الأربعين ساعة الأسبوعية التي تقضيها في عملك الإجباري».
إن نصف ساعة من القراءة اليومية؛ ومتابعة الجديد في مجال عملك، كفيلة بتميّزك، كما أن قراءة من ١٥ إلى ٢٠ كتابًا متخصصًا، كفيلة بجعلك الخبير الذي يحترم (الثابتون في أماكنهم) قدراته.. وقد ربطت دراسات كثيرة بين زيادة الثروة المالية والقراءة، مستشهدة بأثرياء كبار مثل (بيل جيتس) و(وارن بافيت)، ساهمت القراءة والاطلاع اليومي في تزايد نجاحاتهم وتضاعف ثرواتهم.
قليل دائم خير من كثير منقطع.. أضف كل يوم نصف أو ١٪ فقط إلى عباداتك، عملك، صحتك، تربية أبنائك، وستجد بعد فترة فروقات هائلة في كل حياتك.
التعليقات