ما يميز لقاءات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنه لا يكرر نفسه، ولا يقول ما لا يمكن تحقيقه، ولا يتحدث دون أن يصب حديثه في مصلحة وطنه وأمته، صاحب حجة وإقناع، ودراية ووعي، وله مهابته واحترامه على مستوى العالم، ويتعامل الند للند مع أكبر زعماء دول العالم، إنه يحمل رسالة أعظم دولة تحتضن الحرمين الشريفين، وهي قبلة المسلمين، وهو لهذا أمين لا يفرط في حق، ولا يتنازل عن مصلحته، ولا يرتهن لما قد يكون به ضرر على بلاده وشعبه.

* *

في لقائه مع قناة (فوكس نيوز) كما في لقاءاته السابقة يحرج من يحاوره، ولا يعجزه الرد على كل سؤال بالمنطق والحجة والمعلومة، وبالحقائق الموثقة، ومن خلال الثوابت التي تلتزم بها المملكة، والمصداقية في مواقفها، والسياسات التي تتبعها، فهذا هو محمد بن سلمان، وهذه هي المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، تلتزم بمواقفها، دون أن تستسلم أو تتراخى أمام من يحاول جرها إلى ما يربك هذه السياسة المعتدلة، أو يلحق الضرر بمواقفها الوسطية، أو يشغلها عن أهدافها في خلق بيئة قادرة على تطوير بلادنا على نحو ما نراه الآن من تطور يقوده ولي العهد برعاية الملك.

* *

يعترف الأمير محمد في هذا اللقاء بأنه كان لدى المملكة في الماضي بعض القضايا والكثير من الفرص التي لم تقم باستغلالها، وتحاول الآن الاستفادة من ذلك، والمضي قدماً نحو مملكة عربية سعودية أفضل، يحدث هذا أمام ما يقدمه الأمير الجليل من رؤية كبيرة، لكنه لا يخفي سراً عندما يقول: نحن نتفاجأ يومياً بأننا نصل إلى أهدافنا بشكل أسرع، ونوسع ذلك نحو هدف جديد، وطموح أكبر، وهذا مثير حقاً كما يقول محمد بن سلمان.

* *

أصبحت المملكة الأسرع نمواً بين دول مجموعة العشرين، وأيضاً في هذا العام، كما أسهم القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي لتكون المملكة الأسرع بين الدول نمواً في مجموعة العشرين، متنافسة بذلك مع الهند، وهذا من تأثير رؤية المملكة 2030 التي يقودها محمد بن سلمان، موضحاً سموه بأننا اليوم في المرتبة 17 عالمياً من حيث الناتج المحلي، وفي مجموعة العشرين أصبحت المملكة في المرتبة 15 خلال سنوات قليلة.

* *

الأمير محمد بن سلمان يتحدث بالأرقام، ويتكلم وفق إحصائيات دقيقة، ومقارنات صادقة، ففي المقابلة يقول على سبيل المثال: في أواخر السبعينيات كان الناتج المحلي الإجمالي للمملكة أكبر من كوريا، والآن كوريا الجنوبية في المرتبة العاشرة أوالحادية عشرة في العالم، في عام 2016 كنا في المرتبة العشرين، بينما في عام 1980 كنا رقم 12 على مستوى الناتج المحلي الإجمالي، وأعتقد - يقول الأمير - لو أن المملكة حافظت على مستواها منذ ذلك الوقت لكنا اليوم من بين أكبر سبع دول على مستوى العالم.

* *

تتواصل أسئلة المحاور الصحفي الأمريكي بريت باير من قناة فوكس نيوز، ويواصل الأمير محمد بن سلمان الإجابة عنها بشكل شجع الصحفي المحاور على فتح ملفات كثيرة لم يسبق أن تحدث ولي العهد عنها، فسموه يرى أن الخدمات اللوجستية مهمة إذا كانت هناك رغبة في التصنيع في الدولة، أو إذا كان هناك حاجة لنقل البضائع، وبالتالي فمن الضروري وجود خطط لوجستية جيدة تمكن المملكة من العمل مع العديد من الدول والعديد من المناطق للتأكد من مرور البضائع في الوقت المناسب، وهذا المشروع الذي تم الاتفاق عليه خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين في نيودلهي لا يقتصر على نقل البضائع عبر السكك الحديدية والموانئ، بل أيضاً الشبكات، وشبكات الطاقة، وشبكات البيانات وغيرها، وهي التي من شأنها أن تفيد أوروبا والشرق الأوسط والهند، وسيتم إنتاج طاقة خضراء في الشرق الأوسط، ويتم تصديرها إلى أوروبا والهند، إنها - يقول الأمير - مسألة كبيرة بالنسبة لنا ولأوروبا والهند، إذ ستمر البضائع بأمان، وسيقلل المشروع الوقت الذي تقضيه البضائع من الهند إلى أوروبا بمقدار 3 إلى 6 أيام.

يتبع