بعد قضاء 35 عاماً في السجن، توصلت سلطات العدالة في مقاطعة كالهون بولاية ميشغان الأمريكية إلى براءة رجل أمريكي يدعى لويس رايت، أدين عام 1988 باقتحام أحد المنازل والاعتداء جنسياً على طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً.
حكم البراءة الذي أصدره قاضٍ الأسبوع الماضي، جاء بطلب من المدعي العام، الذي أوضح «أن الفحص الجديد للحمض النووي استبعد كون رايت هو المعتدي» !

وحسب قانون الولاية، فإن السجين البريء مؤهل للحصول على 50 ألف دولار عن كل سنة قضاها في السجن، أي حوالى 1.75 مليون دولار !

أدين الرجل بناء على اعتراف بارتكابه الجريمة، لكن سلطات العدالة في الوقت الحاضر وجدت أنه لم يمنح فرصاً عادلة للدفاع عن نفسه، كما أن طلباته لمراجعة قضيته وعرض أدلة جديدة قوبلت بالرفض على مدى سنوات، وهذا مؤشر على قوة النظام القضائي الأمريكي في البحث عن العدالة، لكنه يظهر أيضاً وجود العديد من الثغرات التي قد يتسرب منها الظلم !

1.75 مليون دولار لن تعوض السجين البريء عن 35 عاماً قضاها في السجن، استهلكت سنوات شبابه وعيش متع الحياة التي حرم منها طوال هذه السنين، سيخرج من السجن عجوزاً محطماً يملأه شعور القهر من الظلم والحسرة على ما فاته، والقلق من حاضر ومستقبل سيتعين عليه أن يبنيه من جديد في هذه السن المتقدمة والظروف الأكثر صعوبة في وقتنا الحاضر !‬

لا أعلم كم يجب أن أقدر تعويض لويس رايت المستحق، لكن عندما أستشعر معاناته، أجد أن أموال الدنيا كلها لا تعوض ضياع أكثر من نصف العمر خلف القضبان الغليظة وبين الجدران الضيقة والمجرمين العتاة، لقد حرم من الاستمتاع بشبابه والحصول على فرصة تكوين أسرته الخاصة، وعيش تجارب الحياة بحلوها ومرها، فنصيبه منها لم يكن غير المرارة !

باختصار.. قد يكون أحياناً.. ظلم ذوي العدالة أشد مضاضة على المظلوم من وقع القانون المسلط !