نسمعُ بين الحين والآخر مسمَّى جيل زد (Z).. فمَن هُم؟ جيلُ زد هو الذي وُلد بين منتصف التسعينيَّات ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيثُ وُلد هذا الجيل بين عامي 1997م و2012م. لقد نشأ هذا الجيلُ على الإنترنت، ووسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، وتمكَّن التخرُّج في الجامعةِ بدرجة البكالوريوس بحلول عام 2020، ودخل إلى سوق العمل.

وهو عبارة عن مجموعة ديموغرافيَّة، نشأت في عالم يختلف إلى حدٍّ كبيرٍ عن الأجيال الأُخْرَى، إنَّهم مواطنون رقميُّون، حيث كانوا محاطين بالتكنولوجيا والإنترنت منذ ولادتهم، ويشتهرُ جيلُ زد بكفاءته الرقميَّة، وشموليَّته، ونشاطه، وروح ريادة الأعمال، التي شكَّلت رؤيتهم للعالم، وجعلتهم بارعين في التكنولوجيا، وواسعي الحِيلة في حلِّ المشكلات، يُعرف جيل زد بانفتاحه الذِّهني، وقبوله للتنوُّع، واحتضانه للاختلافات في العرق والجنس، والتوجُّه الجنسي، والخلفيَّات الثقافيَّة، كما أنَّهم متحمِّسُون لقضايا مثل تغيُّر المناخ، والتَّوعية بالصحَّة العقليَّة، وحقوق الإنسان، ويشاركُون في النَّشاط الاجتماعيِّ باستخدام منصَّات وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ؛ لرفع مستوى الوعي، وحشد الدَّعم لمختلف القضايا.

نشأ أفرادُ جيلِ زد في أعقابِ الأزمة الماليَّة عام 2008م، ويميلُون إلى أنْ يكونُوا عمليِّين وواقعيِّين بشأن مستقبلهم، ويقدِّرُون الاستقرار المالي، ويسعُون إلى الحصول على التَّعليم والمهارات العمليَّة، ويضعُون في اعتبارهم الشكوكَ الاقتصاديَّة، كما أنَّهم يقدِّرُون أهميَّة الاتِّصالات في الحياة الواقعيَّة، ويسعُون إلى تحقيق التَّوازن بين التَّفاعلات عبر الإنترنت والعلاقات وجهًا لوجهٍ.

لدى هذا الجيلِ إشكاليةٌ واضحةٌ وهي العزلةُ بسببِ استخدامهم المفرط لمنصات التواصل الاجتماعيِّ، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبةً على المديرين في دمجهم كفريق عمل، ويعتبر العمل مع جيل زد أمراً صعباً؛ لأنه من السهل تشتيت انتباههم، كما أنَّ مهارات الذكاء الاجتماعيِّ لديهم ضعيفةٌ.

يمثِّل هذا الجيل مجموعةً ديناميكيَّةً ومتطلِّعةً إلى الأمام، تعمل على إعادة تشكيل الطريقة التي ننظر بها إلى التكنولوجيا، والقضايا الاجتماعيَّة، ومستقبل العمل. إنَّ خصائصهم الفريدة -بما في ذلك الكفاءة الرقميَّة والشموليَّة والنَّشاط والعقليَّة الرياديَّة- تقود التغيِّيرات المجتمعيَّة، وتؤثِّر على اتِّجاه مختلف الصناعات، ومع استمرارهم في دخول سوق العمل، وتولِّي أدوار قياديَّة، فمن المؤكَّد أنَّ تأثيرهم على العالم سيكون عميقًا؛ ممَّا يجعل منهم جيلًا يستحقُّ المشاهدة، وهم يشكِّلُون مستقبلَ مجتمعِنَا العالميِّ.