اكسبو كما هو معروف يعد واحداً من أقدم وأعرق وأكبر المعارض الدولية، وهذه التظاهرة العالمية المهمة استمرت لأكثر من 170 سنة، وهي تشكل مصدر إلهام لجميع الفعاليات والعروض، بما ينعكس على الخدمات الثقافية المقدمة في المدينة التي تعقد فيها، وخاصة في مجال التراث الثقافي، وسعي المنظم للتميز وإحداث التغيير وغير ذلك.

* *

وضمن التحول الذي تشهده المملكة في كل الميادين والمجالات بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استجابة وتنفيذا لتوجيه الملك سلمان لسموه، فقد نجحت المملكة في الحصول على استضافة اكسبو عام 2030 الذي يعقد كل خمس سنوات ولمدة ستة أشهر، وسيقام في الرياض في موقع استراتيجي على بعد محطة واحدة بالقطار من مطار الملك سلمان الدولي المميز.

* *

وضمن المعلومات عن استعدادات المملكة لتنظيم اكسبو، فإن تطبيق اكسبو سوف يقدم خدمات الاستقبال والإرشاد وعروض سفر متنوعة في مكان واحد، مع التأكيد على أن تأشيرة اكسبو تضمن للجميع الانتقال من الطائرة إلى القطار حتى معرض اكسبو بسهولة في تطور سيكون مميزاً عن كل التنظيمات السابقة لاكسبو التي بدأت منذ عام 1851م.

* *

وسيكون لكل دولة مشاركة جناحها المستقل، بما يجعلها قادرة على تقديم معرض هادف يعكس ثقافتها، ويلبي أولوياتها وطموحاتها، وستعمل المملكة مع 100 دولة مؤهلة لنقل أجنحتها إلى أراضيها في ختام المعرض، حيث يتم إعادة استخدامها مرة أخرى كمدارس أو عيادات أو مراكز أبحاث أو غيرها.

* *

ولابد من القول: إن فوز المملكة بتنظيم معرض اكسبو 2030 جاء نتيجة مباشرة لرؤية المملكة، وتوجهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما يأتي كتتويج لتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية والمجتمعية لرؤية المملكة 2030 وليتم استعراض قضية التحول الوطني نحو مستقبل مزدهر ومستدام.

* *

ومن المؤكد أن مكانة المملكة بوصفها نقطة التقاء العالم، ومركزاً عالمياً للمعرفة والتطور العلمي والثقافي والتقني، ومحطة للإبداع والابتكار، وحاضنة لأكبر الأحداث العالمية ساعد على فوزها بالتنظيم، وسوف يحقق هذا الحدث العالمي المهم للرياض خاصة وللمملكة عامة لتكون محور التركيز العالمي على صعيد إبراز القيمة الثقافية والاجتماعية التي تنعكس على تفرد المواطن السعودي وتميز هويته وتاريخه وحضارته وتمسكه بقيمه المجتمعية النبيلة.

* *

على أن جميع ما يبذل من جهود بقيادة ولي العهد الهدف منها السعي بشكل حثيث نحو تعزيز نمو المملكة من خلال السرعة في اتخاذ القرارات المدروسة، وسرعة تنفيذ الأعمال والمشاريع الضخمة خلال فترة قياسية، مع الحرص على تنوع الخدمات وتطورها بما يحقق للمواطن جودة حياة أفضل.

* *

والمملكة اليوم على مشارف نهضة نوعية على مستوى نظامها الوطني في مجال الاقتصاد والأعمال وخلق الفرص الاستثمارية على جميع المستويات، والتي ستجعلها دولة منافسة ومؤثرة في هذه القطاعات، وعلى المستوى الدولي هناك تنمية الكوكب وتحقيق الاستدامة، ومن قلب المملكة إلى العالم، فالرياض تستضيف محطة المستقبل وتقود العالم علمياً، وهناك الكثير مما يستحق أن يقال.

* *

وهكذا هو محمد بن سلمان، إرادة لا تلين، وعزيمة لا حدود لها، وتطلع نحو الأفق البعيد للأخذ بالمملكة إلى مستويات عالمية في كل شيء، إنه هدية الله لهذا الوطن، فشكراً للملك سلمان على حسن الاختيار والثقة برجل المرحلة.

* *

لقد اعتمدت في كلمتي، على ما كتب عن هذه الاستضافة العالمية باقتباسات كثيرة، ولم يكن عندي ما أفسره أو أضيفه على ما كُتب من معلومات ذات أهمية بالغة غير القول بأن المملكة في مرحلة تحول تاريخي غير مسبوق.