- الصناعة وبتعريفها هي مجموعة مواد أولية يتم معالجتها وتجميعها وفق ظروف معينة ومن ثم تخرج بمنتج معين، والقصد هنا أنها شيء ملموس بالحواس الخمس.. هذا بشكل بسيط، ولا أقلل منها إطلاقا بل هي أحد الأعمدة المتينة الأساسية لأي إقتصاد في العالم.
- هذه «الكليشة» السابقة حتى لا يغضب مني أهل الصناعة ويعتقدون أنني أقلل من تخصصهم ولكني أحببت أن أبدأ بشكل مبسط لأصل إلى ما أصبوا إليه، فقد تطورت الصناعة كبقية العلوم بشكل رهيب عبر الزمن وازدادت أهمية فوق أهميتها السابقة ولم تقتصر على المنتجات الملموسة بل أصبحت صناعات غير ملموسة كصناعة الإعلام والرياضة والمواد العلمية وغيرها.
- ومع طفرة الإنترنت وبرامج التواصل الإجتماعية بدا واضحا التنافس في تميز صناعة المحتوى، نعم هناك محتوىً سطحي ومخجل، ولكن هناك أيضاً محتوىً مميز وجذاب يشعرك بوجود جهد كبير خلفه.
- ما لفت إنتباهي مؤخراً هو المحتوى الذي إهتم بالموروث التاريخي للمدن فشاهدت محتوىً رائعاً يتحدث عن أحياء الدمام، حيث ذهب لأحد الأحياء القديمة وهو حي العدامة وزار أول مسجد بُني بها ومن أسسه ومن أنفق عليه وجيرانه وأول إمام له ثم بدأ بجولة حول الجيران والأزقة وتعريف كل بيت ومن صاحبه، وماذا كان يفعل الجيران مع بعضهم وأين كانوا يجلسون ويجتمعون.
- وفي وقت آخر شاهدت إستمراراً لهذا المحتوى الجميل الذي سلط الضوء على الظهران وتميزها بصخور لها ملايين السنين وطبيعة أرضها جيولوجياً وخصائصها، ثم شاهدته يستضيف أحد أهالي المنطقة الشرقية والذي كان أول طالب تم قبوله في الجامعة الشامخة أيقونة العلم والمعرفة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (كلية البترول) آنذاك، والذي إستعرض هذا التاريخ العظيم من خلال حقبته العلمية وبداية الجامعة حتى أصبحت منارة علمية وطنية تناطح أعتى جامعات العالم ونفخر بها جميعاً كصرح سعودي كبير.
- مثل هذا المحتوى مدعاة للإهتمام والدعم، يبحث في التاريخ ويؤكده ويعيد طرحه، فيه رفعة شأن للوطن والمواطن والأرض وأهلها، وقوف على الشواهد التاريخية من أهلها يستحق التقدير والإهتمام، هذا العمل الذي نرا ه من خلال شاشات هواتفنا هو المشهد النهائي، ولكن قبل ذلك هناك عمل جبار من خلال الترتيب والتنسيق والبحث وتجهيز المادة العلمية والتاريخية ومقابلات الناس، فلمثل هذه الصناعة نقف إحتراماً وتقديراً، ومجرد التفكير في مثل هذه المواضيع وتحويلها من فكرة إلى محتوىً نهائي هو عمل عظيم من كل جانب.
- وحتى ألقاكم بإذن الله أودعكم قائلا (النيّات الطيبة لا تخسر أبداً).