الأحداث الكبرى محفزات، وتكتسب اهتماما عالميا، لما لها من تداعيات إيجابية واسعة، مثل الألعاب الأولمبية أو كأس العالم والمعارض العالمية مثل إكسبو، تترك الأحداث الكبرى تأثيرا طويل المدى في المدن، رغم طبيعتها التي تتم مرة واحدة على فترات متباعدة، ولهذا أثرها المكاني يعد دائما وجوهريا في البنية التحتية ومرافق السياحة والضيافة.

من منظور تطوير وإدارة السياحة يسود تأثيران، أولا، جذب المشاركين والمشاهدين، وبالتالي زيادة عدد زوار الوجهة المضيفة خلال الوقت الذي يستغرقه الحدث. ثانيا، الاهتمام الذي تحظى به الأحداث من خلال الإعلانات والتغطية الإخبارية، وكلها تؤدي في نهاية المطاف إلى أن إنفاق الزائر يجلب الأموال إلى الاقتصاد المحلي، حيث تشير تقديرات أولية إلى أن السعودية مرشحة لاستقبال 40 مليون زائر في "إكسبو الرياض" القادم في 2030.

تحظى المدن المستضيفة لإكسبو بثقة وسائل الإعلام، حيث إن الدراسات وجدت أن إكسبو أدى إلى تحسن لجهة وسائل الإعلام، ومواقف وسائل الإعلام تجاه صورة المدن المستضيفة، ومن المتوقع أن مدينة الرياض التي تطورت وسط الصحراء بشكل مذهل ستنال ثقة وإشادة إضافية من وسائل الإعلام كمدينة حالمة ومتطورة.

وضمن سياق السياحة الأوسع، هناك انعكاسات تم توثيقها في المعارض والفعاليات السابقة، تمت ملاحظة أن الإنفاق السياحي المباشر تحول إلى آثار اقتصادية إجمالية وممتدة، بسبب مضاعفة الدخل والقيمة التي تتولد من المعرض، ولا سيما أن الرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال يستغلون تلك المناسبات لتحسين الأداء التشغيلي في تشغيل الفنادق والقطاعات الخدمية.

علاوة على ما سبق، الآثار الناتجة من استضافة إكسبو تختلف من بلد إلى آخر، فالدول الناشئة تحدث فيها حالتان مزدوجتان، التجديد والبناء الحضري، أما الدول المتقدمة اقتصاديا فيحدث فيها التجديد الجزئي المحدود، لهذا تظهر العائدات من إكسبو بوضوح في الاقتصادات الناشئة من خلال ازدهار السياحة وتحسن البنية التحتية، إضافة إلى جوانب أخرى غير ملموسة مثل السمعة والثقة والمكانة العالمية المرموقة.

من اللافت في معارض إكسبو أنها تستهدف المدن، ولهذا فإن لمعرض إكسبو ميزة أنه يعرض الابتكارات، وكل ما هو جديد للدول عبر أجنحتها المشاركة، وربما هي دلالة رمزية على أن المدن هي نقطة محورية للنمو الاقتصادي والابتكار والتوظيف والحضارة، وجميعها يمكن مشاهدتها في آثار معارض إكسبو.

أخيرا، للفهم الكامن من أهمية معرض إكسبو التي تنعكس آثاره على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمعرفية، ببساطة فإن العالم يمنح ثقته للمدينة التي تستضيف الحدث، وبالتالي تنخفض حالة عدم اليقين وتتلاشى المخاوف من الاستثمار، أو فتح قنوات سياحية أو تجارية أو ثقافية أو أي شكل من أشكال التعاون الدولي، وبفضل الله ثم بتوجيهات القيادة والإدارة التنفيذية المباشرة من الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، نالت الرياض شرف الاستضافة لأهم حدث عالمي، إكسبو الرياض 2030 وبكل ثقة وجدارة من دول العالم.