الجماهيرية الواسعة ونسب المشاهدة والتفاعل المرتفعين ليست أسباب كافية للاعتماد بشكل مطلق على منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية في مخاطبة الجماهير، لأسباب متعددة أهمهاما يتعلق بالأمن الوطني للدول وخصوصية البيانات.

- فالمشرعون والمنظمون في الغرب والشرق يتنامى قلقهم من أن TikTok وشركتها الأم، ByteDance، قد تستخدم بيانات المستخدم الحساسة، مثل معلومات الموقع، لأغراض مخابراتية، فضلاً عن الخوف من سهولة تدخل الحكومات الأجنبية في نشر معلومات مضللة عبر هذه المنصات، ولعل شبهة تدخل روسيا في التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016 خير شاهد.
- في الأشهر الأخيرة، كثف المشرعون في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا جهودهم لتقييد الوصول إلى TikTok، تطبيق الفيديو القصير ذو الشعبية الكبيرة والمملوك لشركةByteDance الصينية، بدعوى التهديدات الأمنية.
- نيويورك تايمز نقلت خبراً عن أن البيت الأبيض أخبر الوكالات الفيدرالية في 27 فبراير أن لديهم 30 يومًا لحذف التطبيق من الأجهزة الحكومية، وقد منعت مدن مختلفة الموظفين الحكوميين من تنزيله.
- وفي الأول من مارس الماضي، أيدت لجنة بمجلس النواب الأميركي خطوة أكثر تطرفًا، حيث صوتت لصالح تقديم تشريع يسمح للرئيس بايدن بحظر تطبيق «تيك توك» على جميع الأجهزة في جميع أنحاء البلاد، كما تم استجواب الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو تشيو، بشأن علاقة التطبيق بالشركة الأم وتأثير الصين المحتمل على المنصة واتهم التطبيق الصيني بنشر فيديو يحمل تهديدًا لرئيسةجلسة الاستماع، كما قال الكونغرس إن الحزب الشيوعي الصيني قد يخترق هواتف الأميركيين عبر تيك توك.
- في الهند حُضرت المنصة في منتصف عام 2020، مما كلف ByteDance أحد أكبر أسواقها، حيث قامت الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد 59 تطبيقًا مملوكًا للصين، بدعوى أنها كانت تنقل بيانات المستخدمين سرًا إلى خوادم خارج الهند، وحظرت دول وهيئات حكومية أخرى، بما فيذلك بريطانيا وبرلمانها وأستراليا وكندا والذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي وفرنسا وبرلمان نيوزيلندا التطبيق من الأجهزة الرسمية.
- وبعيداً عن الهواجس الأمنية، ومن منظور اتصالي تسويقي في عالم الأعمال فإن منصة التواصل الاجتماعي، تعد وسيلة إعلام غير موثوقة دائماً في التواصل مع الجمهور، لأنها قد تنقطع وتختفي فجأة ودون إشعار مسبق .