- كثيراً ما يزعم بعض الناس أن لديه قدرات إستثنائية أو إضافية أو متطورة، سمها ما شئت، المهم أنها ليست في السياق الطبيعي لمعظم البشر قد نختلف ونتفق على أن من حقه أن يزعم لكن ليس من حقه إطلاقاً أن يفترض أن هذا الزعم صحيح وواجب التنفيذ والإعتقاد من قبل الآخرين بل والأدهى أن يرى نفسه بهذه الفوقية.
- أنا هنا لا أتحدث عن خيال ولا قصص بل على أناس يعيشون معنا في كوكب الأرض ويشاركوننا نفس الأوكسجين والماء والكبسات والعصيدة والشاي والمطازيز والجريش، حقيقة ذُهلت من بعض الناس حين يردد أنه عرف شيئاً بنفسه بقدراته الخارقة دون معلومة ولا خبر وإذا سألته قال «الحاسة السادسة» وصدقاً ودون أي مزح يعتقد جازماً أن لديه قدرات ليست موجوده عند من حوله وأنه «يقفط» الوضع دون أي إشارات وأن يفهم ما لا نفهم بل وبسرعة إعجازية لا يمكن للمساكين مثلنا أن نستوعبها وندركها فنحن لا زلنا بسطاء الفكر و متواضعي القدرة بالنسبة له.
- مرة حاورت أحد هؤلاء ويظن نفسه أن يعلم ما تقره دون أن تتحدث بل ويعلم هل أنت من الصادقين أم لا وسألته هل لغة الجسد لها علاقة في ذلك لأجد لك مخرجاً؟ فقال لا بل هي قدرة خاصة! أضحكني كثيراً هذا الكلام وأبكاني في نفس الوقت فقلت يا عزيزي، الله سبحانه وتعالى مبدع الخلق وخالق كل شيء سبحانه بدقة متناهية وضبط عظيم لا يمكننا تصورهما ولا يمكننا إلا أن نقول سبحان الخالق، هذا الخالق العظيم وهبك خمس حواس، نعم جعلها بقدرات مختلفة بين البشر فبعضهم أضعف والآخر أقوى ولكن أن يكون لديهم أمر خارج هذه الحواس الخمس فهذا من الخرافات ولا يصدقه عاقل.
- الله سبحانه وتعالى لو شاء لوهبك بدلاً من الحواس الخمس ستاً وسبعاً وثمانية، ولكنه بحكمته سبحانه أعطاك خمساً فلماذا تريد شيئا آخر؟
- لماذا بعض الناس يُصر أن التمييز والمهارة لا بد أن تكون شيئاً مختلقاً وجديداً وليس أن تتميز بما لديك، فمثلاً أن تكون طباخاً ماهراً ومميزاً عن غيرك من الطباخين فهذا يكفي لأن تكون مختلفاً فلا يجب أن تخترع مصطلحاً جديدا لتثبت أنك مختلفـ ولو كنت عداءً سريعاً أسرع من غيرك من العدائين لأصبحت مختلفاً ومميزاً.
- لا ترهق نفسك وقدراتك هذا على إفتراض انك فعلا مميز والمصيبة إن كان زعماً مجوفاً، دع كل هذا جانبا وعليك بحاستك الأولى وهي أن تؤمن أن الله أعطاك ما تستحق وهو صاحب العلم والحكمة سبحانه.