في حرب أكتوبر ١٩٧٣م نتذكر فقط أن الماء كان جزءً من السياسة، وكان في ذات الوقت جزء من الحرب والسلام، فبفضل فكرة استخدام مضخات دفع قوية للماء الذي جلب من البحر أزيلت السواتر الترابية العملاقة التي عرت خط برليف، الخط الشديد التحصين الذي كانت العسكرية الإسرائيلية تفاخر به، وتعبره إلى قبل تدميره على أيدي الجنود المصريين في يوم التاسع من أكتوبر من ذلك العام كان يعتبر أسطورة صد عسكرية متقدمة.
- خط باليف في الثقافة اليهودية يعود بنا كباحثين ودارسين للتاريخ اليهودي القديم، والمعاصر إلى فكرة العزلة المسماه في الثقافة اليهودية بثقافة الجيتو، و تعني الجيتو الحي المخصص لعيش اليهود في المدن الأوربية، والذي كان يعزل اليهود عن المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه معتقدين أن لهم خصوصيتهم، وإن هناك شؤون خاصة لهم يجب أن لا تظهر للآخرين.
- وتقول الروايات التاريخية التي يروج لها اليهود في أزمان متأخرة أن الألمان على سبيل المثال جمعوا اليهود في الأحياء اليهودية مما سهل عليهم اقتيادهم للمحارق النازية، وهذا الادعاء لا يزال محل جدل إلى اليوم، وبعد كل هذا التاريخ الطويل من العزلة، والحرق بالنار، يعود اليهود المعاصرين أو اليهود الصهاينة فيما يسمى بدولة إسرائيل لاستخدام تقنية مياه البحر لاغراق شبكات الأنفاق التي أقامتها التنظيمات الفلسطينية على مدى سنوات، والتي تصف بعض التقارير إن تكلفة تشييد هذه الانفاق التي يقال أن بعضها مسلح بالخرسانة الاسمنتية يقال أنها كلفت مئات الملايين من الدولارات، وكانت تدر مبالغ طائلة على التنظيمات التي كانت تشيدها حيث عبر هذه الانفاق يتم جلب كل شيئ تقريباً للأسواق في غزة.
- مايتردد في الصحافة الإسرائيلية أن هناك خطة لدى قوات جيش الاحتلال بجلب مياه البحر المالحة لإغراق الانفاق الأمر الذي يعني تدمير شرايين الفصائل الفلسطينية بشكل تام، وعلاوة على موت من سيكون في هذه الإنفاق أياً كان فإنه سيواجه الموت غرقاً، ويقال إن مياه البحر المالحة قد تفتت الطبقات الإسمنتية التي تدعم الأنفاق وتمنحها القوة.
- هذا يعني أيضاً احتمالية حدوث تصدعات في الأرض مما يعرض كل المنشآت المدنية التي تحتها أنفاق إلى الانهيار، ومع ازدياد الحديث إعلامياً عن موضوع إغراق الأنفاق تحت أرض غزة يتساءل مراقبون إلى أي مدى يمكن أن تقدم إسرئيل على هذه الخطوة التي تعني موت وخراب ديار.