مع مرور كل هذا الوقت على الحرب في غزة بين قوات ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي وبين الفصائل الفلسطينية والتي اقتربت أعداد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين فيها من الخمسة والعشرين ألف ضحية، جاءت الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة حيث زار الرجل مجموعة دول في المنطقة ونقلت الأخبار أن أهم موضوعين في حقيبة الرجل الدبلوماسية هما اطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى لدى المنظمات الفلسطينية، وضمان أن لا تتعرض إسرائيل لخطر حال مثل الذي تعرضت له يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م بالإضافة إلى ابداء الوزير اهتمام بموضوعات مثل وقف اطلاق النار، وتدفق المساعدات الضرورية للناس الموجوعين، في غزة، طبعا هذه الاهتمامات لا تتطابق مع ما يتطلع إليه أهل المنطقة وفي مقدمته البحث عن حل سريع يوقف اطلاق النار، و وقف العدوان على غزة.

- النقطة الغريبة في ملف الزيارة حديث الوزير الأمريكي عن ضرورة ان لا يتوسع نطاق الصراع بمعنى أن لا يشمل جهات أخرى، وسبق وأن شرحت قيادات في المنطقة للوزير ولبلاده أن هذا الأمر يتوقف على قدرة الجانب الأمريكي بالضغط على إسرائيل لوقف القتال، لكن يبدو أن الرسائل التي تقدم باخلاص للأمريكان كشركاء وأصدقاء لا تلقى الأذن المصغية، وأن الخطط الأمريكية لايجاد حلول للمعضلات في المنطقة تراعي أولوية تنفيذ الرؤية الإسرائيلية، ومن بعد ذلك تحاول الادارة الأمريكية الموائمة، والمقاربة بين مواقف الاسرائليين والمواقف الأخرى.
- التخوف الأمريكي من توسيع رقعة الصراع في المنطقة أكثر من يلوح، وربما يهدد به هو الجانب الإسرائيلي الذي يؤكد على لسان المسؤلين العسكريين وفي مقدمتهم وزير الدفاع يو آف غالانت الذي قال بالحرف الواحد: أنه يمكن نسخ حالة الدمار التي عرفتها غزة ولصقها في بيروت، الخطير أن مثل هذا التهديد يأتي على خلفية تبادل مستمر لاطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني، ويأتي على خلفية مقذوفات على مدار الساعة تسقط على القرى اللبنانية.
- الوضع في لبنان يعيش حالة من الازدواجية حيث هناك الدولة والمجتمع والنظام وهناك الحزب الذي يختطف كل ذلك، الحزب له حسابات لا تتعلق بالأمن والسلم والاستقرار في لبنان، فهو يوازن كل تصرفاته من الزاوية الاقليمية حيث يعمل كمكون ضمن الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.