سئل مسؤول عدلي لماذا لا يبتسم القضاة، فأجاب للقضاء هيبته فلا ابتسامة ولا «تكشيرة» أيضاً، بل أداء مهني يلتمس العدالة ويحفظ كرامة المتخاصمين وحقوقهم، هذه حقيقة، لا أريد ابتسامة ولا مزاحاً ولا لطفاً من أي قائم على تطبيق القانون، بل إنصافاً للحق وإحقاقاً للعدل وحفظاً للكرامة !
الأمر لا يقتصر على القضاة وحدهم، بل يشمل كل من له صلة بإنفاذ سلطة القانون، كرجال الشرطة والمرور والنيابة والجوازات والجمارك وغيرهم عند التعامل مع الآخرين، أو أي موظف يتعامل مع الجمهور في القطاعين العام والخاص، فأنا لا أبحث عن علاقة شخصية ودية بل عن إنجاز معاملة وتحقيق مصلحة قائمة على نصوص النظام بكل احترام متبادل !
البعض للأسف يظن أن الفظاظة جزء من وسائل فرض هيبة شخصية القانون، وهذا خطأ يقع البعض خاصة حديثي التخرج أو الالتحاق بالقطاعات المرتبطة بإنفاذ سلطة القانون، لكن ما يكسب الهيبة فعلياً هو الأداء الحازم في الحق الذي لا ينقصه الاحترام وحفظ الكرامة !
ورغم أن الأجيال الجديدة من رجال العدالة والقانون متعلمون ومدربون، ويملكون قدراً كبيراً من الكياسة واللباقة ويحسنون التعامل مع الآخرين وفق معايير واجبات الوظيفة، إلا أن سوء تصرف القلة قد يشوه الصورة العامة ويقوض جهود المسؤولين في الأجهزة العدلية والأمنية لتعزيز العمل المحترف والمنضبط !
لقد تغيرت أشياء كثيرة في ميدان تحقيق العدالة وتطبيق القانون بفضل إصلاحات الأنظمة وتطوير القوانين وارتفاع وتعزيز الوعي لدى جميع الأطراف بالحقوق والواجبات التي تنظم العلاقات والتعاملات، ولا نملك سوى أن نمضي في تعزيز هذا الوعي وترسيخ ممارساته المهنية الصحيحة!
- آخر تحديث :
التعليقات