يأتي‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬لعمل‭ ‬ضوابط‭ ‬لتنمية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬وحمايتها‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬والاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬للثروة‭ ‬السمكية‭ ‬بطرق‭ ‬حديثة‭ ‬وعصرية،‭ ‬بجانب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬الاستغلال،‭ ‬باعتبارها‭ ‬حقا‭ ‬أصيلا‭ ‬للأجيال‭ ‬المقبلة‭.‬

يأتي‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬تأكيدا‭ ‬لأولوية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬استشرافية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬تكرر‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬والإشارة‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬خطابات‭ ‬ملكية،‭ ‬تعزيزا‭ ‬لضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالثروة‭ ‬السمكية‭ ‬واستدامة‭ ‬تنميتها‭.‬

لدى‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬مشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الصيادين،‭ ‬وفي‭ ‬تنمية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬وفي‭ ‬تقديم‭ ‬برامج‭ ‬من‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬‭ ‬لتدريب‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الاستزراع‭ ‬السمكي،‭ ‬بجانب‭ ‬منظومة‭ ‬التشريعات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لحماية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المخالفين‭ ‬لشروط‭ ‬الصيد‭.‬

السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬أكدت‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬ومراجعة‭ ‬وتطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالثروة‭ ‬البحرية،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬أهداف‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وتنمية‭ ‬مواردها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬ومؤكدة‭ ‬التزامها‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تطوير‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬والبحرية‭ ‬وتنميتها‭ ‬وحفظها‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والقادمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭.‬

تأمين‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬بالأسماك‭ ‬والأحياء‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬الأسعار‭ ‬المناسبة،‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬مهنة‭ ‬الصيد‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات،‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الضرورة‭ ‬والأهمية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الصيد‭ ‬الجائر‭ ‬والمخالف،‭ ‬والتي‭ ‬يتعمد‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬المواصلة‭ ‬فيها،‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬ملائمة‭ ‬الجزاءات‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬المصادرة‭ ‬والكفالة‭ ‬المالية،‭ ‬فقط‭ ‬لا‭ ‬غير‭..!! ‬

بالأمس‭ ‬أعلنت‭ ‬شؤون‭ ‬الزراعة‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية‭ ‬بدء‭ ‬فترة‭ ‬حظر‭ ‬صيد‭ ‬أو‭ ‬تداول‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬الروبيان،‭ ‬وذلك‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬فبراير‭ ‬ولغاية‭ ‬31‭ ‬يوليو2024م،‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬وحماية‭ ‬المخزون‭ ‬السمكي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وبما‭ ‬يدعم‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وتوافقا‭ ‬مع‭ ‬القرارات‭ ‬الخليجية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحماية‭ ‬المخزون‭ ‬السمكي‭.‬

ولعل‭ ‬بيان‭ ‬وكالة‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬بأهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المجتمعي‭ ‬للالتزام‭ ‬بتنفيذ‭ ‬قرار‭ ‬الحظر،‭ ‬وقيام‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬للحرص‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬حملاتها‭ ‬التفتيشية‭ ‬لرصد‭ ‬المخالفين،‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬وحماية‭ ‬وتنمية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬ولربما‭ ‬كان‭ ‬التشديد‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬وإعلان‭ ‬أسماء‭ ‬وصور‭ ‬المخالفين‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭.‬

وبالأمس‭ ‬كذلك،‭ ‬قرأت‭ ‬موضوعا‭ ‬حول‭ ‬الوسائل‭ ‬الحديثة‭ ‬لتنمية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية،‭ ‬التي‭ ‬أتصور‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬للخوض‭ ‬فيها،‭ ‬ومنها‭: ‬إدخال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لضمان‭ ‬إنتاج‭ ‬أعلى،‭ ‬ودقة‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬المصائد،‭ ‬مع‭ ‬حماية‭ ‬الشواطئ‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬التآكل،‭ ‬بجانب‭ ‬تحسين‭ ‬معايير‭ ‬تتبع‭ ‬السفن،‭ ‬وكذلك‭ ‬تشجيع‭ ‬عملية‭ ‬إدارة‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك‭.‬

الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬وضوابط‭ ‬تنميتها‭ ‬واستدامتها‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها‭.. ‬هدف‭ ‬وطني‭ ‬وواجب‭ ‬مقدس،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬الغد‭.. ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬والمشاريع‭ ‬العصرية‭.‬