لم تنقطع يومًا مقالة "سمير" البيان الأستاذ سمير عطا الله لأن حبره دومًا يتجدد بقافلة أفكار ينتظم سيرها من يسار أولى صفحات "النهار"، إلى يمين آخر صفحات "الشرق الأوسط". تخلق مقالاته ألفة وصحبة جميلة بها استحق جائزة أفضل عمود صحافي في النسخة الثالثة من منتدى الإعلام السعودي.

من صحافي سعودي كبير آخر، هو الأستاذ خالد المالك (رئيس تحرير صحيفة الجزيرة) تسلم الأستاذ سمير عطا الله جائزته وسط ارتياح وسرور كبيرين عبّر عنهما دوي تصفيق حضور مسرح أرامكو في هيلتون الرياض مساء 21 شباط (فبراير) فكان زادًا معنويًا مهمًا بالنسبة إلى "سمير" البيان.

لعل الزاد الأهم بعد لحظة التكريم تلك هو رجوع "أبو نصري" إلى جذور ما أحلى الرجوع إليها، توطيدًا لصداقةٍ مخلصة لمن كرّمه قومه في السعودية من شهور خلت، وتذكارًا لماضٍ جميل مع صديقه معالي الوالد الشيخ جميل الحجيلان وزير الإعلام ثم الصحة السعودي الأسبق، سفير المملكة لدى بون وباريس، ثم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي من 1996 – 2001. على مدى ستين عامًا من الصداقة (1964 – 2024) واكب الشيخ الحجيلان تحول صديقه سمير البيان من مجرد صحافي لبناني في بيروت إلى صحافي عربي عابر للقارات والمحيطات، بل ومن الماضي إلى المستقبل أيضًا بفضل سبق صحافي أحرزه بخصوص اليمن ومساعي إنهاء حربه تلك الأيام وإحلال السلام عبر دروب الرياض منتصف الستينيات.

وفي الرياض عقب لقاءاته الخاصة مع وزيري الإعلام (اللاحق) سلمان الدوسري، (السابق) الجميل الحجيلان، شهد سمير عطا الله على مدى أيام لحظة من لحظات المستقبل أو البحث عنه، تحديدًا عن مستقبل الصحافة الورقية، بحضور اجتماعات التحرير مع السيدة جمانة الراشد الرئيسة التنفيذية للشركة السعودية للأبحاث والإعلام، وجدد علاقات قديمة مع ما اكتسب من صداقات جديدة مع مثقفين موسوعيين من صحافيين وباحثين سعوديين وعرب، خبر شخوصهم وسلوكهم واكتشف كنههم ومزاياهم، وتمتع بصحبة كل الشباب من نساء ورجال، ومجالسة مختلف الجنسيات والأجناس.

من هذا القلم والعَلَم الذي يتعلم كل يوم ويستزيد من الناس ومن الحياة، يتعلم منه من يريد تعلم اللباقة، التجدد والمواكبة، وسعة الأفق، الربط بين التراث والمستقبل. وإليه يصغي من يصغي بكل جوارحه لأنه إن تحدث أسمع، وإن روى أشبع، وإن كتب أمتع، وإن حاور أقنع، أما إذا انفرجت أساريره فلا أروع. بمنتهى اليسر يجيب عن كل سؤال صعب. موضوعي التقييم لأساتذة المهنة وأعلام الإعلام والسياسة والتاريخ والإنسانية، يفصل بين سلوكيات الفرد ومهنيته، فالمهنية عنده كفكرة الحرية معياره الأساسي.

كسلاسة كتابته تنساب أحاديثه ببداهة وطرافةِ من يعزف بلا وتر، متمتعًا بملذات السمع والنظر، كما ينعم على جمهوره بأرقى وجهات النظر.

خلال أيامه القصيرات في الرياض شكل الأستاذ سمير عطا الله منتدىً موازيًا للمنتدى السعودي للإعلام بنسخته الثالثة (20 – 21 شباط) فاستحق فوق جائزة المنتدى جائزة المحبة الغامرة، فحيث يجلس يكون منتداه وكما المناقشات يتفاعل مع المشاغَبات بود ومرح، ويهتم للانتقادات بشغف ولطف أكبر، حرصًا على تطوير نفسه.. راهب "مهنة المتعة" وقد أحوجته الثمانون إلى العصا، لا يزال يتطلع لتطوير نفسه.. ثقةً بنفسه وبمحبيه الذين يعدهم: مرآة نفسه.