لقد تحول الحلم الإماراتي على مدى عقود ماضية، منذ بدء المسيرة وحتى اليوم، إلى حقيقة ماثلة، بل ويمكن القول بأنه تجاوز الحلم والحقيقة ليصل إلى آفاق أوسع، وهو الأمر الذي نلحظه ويلحظه كل زائر لدولة الإمارات حالياً. كما يحق لنا كجمهور عربي وخليجي أن نفخر بوجود تجربة إماراتية شاملة الأركان المجتمعية، فريدة من نوعها في منطقة الخليج العربي بل ومنطقة الشرق الأوسط برمته.
وذلك بالنظر لما حققته دولة الإمارات من نجاحات منقطعة النظير على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال، بدءاً ببناء الفرد والمجتمع وتوفير كافة مقومات العيش الكريم له، وليس انتهاءً بتحقيق اختراق حقيقي لاكتشاف الفضاء أسوةً بالدول المتقدمة في عالم اليوم. إننا نجد أنه في كل خطوة تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل رؤيةً واستشرافاً للمستقبل بكل جنباته. وذلك في ظل ما يشهده العالم من متغيرات لا نهاية لها، تؤثر عليه بشكل سلبي في غالب الأحيان. لكن المواقف والرؤى التي تتمتع بها القيادة الحكيمة للاتحاد تكفل تحصين الدولة من أي انعكاسات لما تشهده المنطقة والعالم من تغيرات وتقلبات.
وتأتي تلك التوجهات والرؤى ضمن استراتيجية مستقبلية واعية وواسعة تتبعها دولة الإمارات تمنحها التميز وتدفعها لمواكبة الأحداث في العالم، وذلك في ظل تمتعها بعلاقات قوية مع العديد من دول العالم. وقد استمرت سياسة الإمارات في اتخاذ الديبلوماسية حلاٌ وحيداً وأوحد لأي مشكلة قد تعرض إقليمياً أو دولياً، وذلك انطلاقاً من الأسس التي تؤمن بالحوار والنقاش البنّاء، بديلاً أساسياً عن الحرب التي لا تفضي إلا إلى إضافة المزيد من الكوارث والمصائب على الدول المتخاصمة أو المتحاربة.
ومن ناحية أخرى نقول بأنه، وفيما لو أردنا أن نلامس في مقالنا هذا صلبَ السياسة الإماراتية، إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات كانت وما تزال حريصةً دائماً على توحيد الرؤى المستقبلية للموقف داخل العالم العربي. وكان على رأس أولوياتها في هذا الصدد ترسيخ قيم التعاون والتآلف والتسامح، والسعي الدائم لتوثيق العلاقات بشتى أنواعها بينها وبين محيطها العربي والخليجي والعالمي.
وبالإضافة إلى ذلك، نقول بأن هناك عنصراً له أهمية قصوى في خضم التجربة الإماراتية الناجحة، وهو عنصر لابد من توفره في أي مجتمع لاستكمال مسيرته نحو النهوض والتطور والتقدم، ألا وهو عنصر الأمان وشعور المواطن والمقيم والزائر معاً بأنه آمن ومطمئن في حياته اليومية.. وهو العنصر المتوفر للجميع، وبكل أريحية، في دولة الإمارات.
التعليقات