لا يعي الكثيرون قيمة التخطيط، وأهميته في حياتهم اليومية والمستقبلية.
إن التخطيط هي أداة يمكنها مساعدتنا على النجاح والتفوق والبعد عن الفوضى والتشتت والضياع، والشواهد كثيرة في حياتنا، نراها على أرض الواقع، نظراً لعدم تخطيطنا في العمل والدراسة وحتى في الترفيه، والإجازات ، أو عند الخروج في رحلات، أو حتى في السفر والخروج مع العائلة حتى يضيع الوقت والمال والجهد دون فائدة.
أستحضر كلمات الدكتور إبراهيم الفقي حول هذه المسألة حين قال: "الشخص الذي لا يخطط قد ينجح، ولكن الصعوبات والعقبات والمشاكل التي تواجهه تكون أكثر وأشد من التي تواجه الشخص الذي لديه خطة وهدف واضحين، وليس من الحنكة والذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير".
يجنبنا التخطيط المفاجآت غير المحمودة، ويختصر علينا الوقت والجهد. وفي المحصلة، لا بد ان يكون للتخطيط أثر إيجابي على حياتنا، حتى لو لم تتكلل جميع الخطط بالنجاح. المهمة التي قد تأخذ منك شهوراً بالتخطيط قد تستغرق منك بضعة أيام فقط.
وفي فيلم "127 ساعة" مثال مهم عن أهمية التخطيط.
القصة تدور حول شاب أمريكي هو أرون رالستون، الذي يقرر الذهاب في رحلة بهدف تسلق جبل ولكنه يسقط في وادٍ ضيق وتنزلق ذراعه اليمنى على صخرة ضخمة ثقيلة، فتصبح هذه الصخرة هي العثرة التي تقف أمامه خلال خمسة أيام كاملة وتجعله غير قادراً على تحرير ذراعه، ولا الحركة، دون طعام أو شراب وبعيداً عن الناس. لقد بقي آرون وحيداً في تلك الصحراء والسبب لأنه لم يخطط ولم يخير أحداً بخط سيره، لم يعلم أسرته ولا أصحابه ولا أصدقاءه بمكانه لأنه تعود على التسلق وحيداً لأيام وشهور، حاملاً معه حقيبة ظهر بها سكين غير حادة وكاميرا رقمية صغيرة يوثق بها يومه.
ربما لو شارك صاحب هذه المأساة تفاصيل رحلته لأسرته أو شخص يثق به ربما كان العثور عليه سهلاً وتجنب الكثير من المشاكل التي ذكرت في الفيلم خلال رحلته، تلك التفاصيل التي لا تنسى وكيف وثقها البطل من خلال كاميرته الصغيرة ونقل قصته رغم الألم والقسوة والخوف والقلق والعطش والجوع ويده المعلقة طيلة خمس أيام بين الموت والحياة، ولكن استطاع أن ينقل لنا التفاصيل وخروجه من المأزق الصعب وبتره ليده رغم كل الالآم. لقد استطاع خلال تلك اللحظات الخروج من المأزق رغم صعوبته، وذلك لأنه وضع خطة طارئة أثناء المحنة، ونجح في تنفيذها، وهذا النوع من الخطط الطارئة العاجلة قد لا تنتهي نهاية سعيدة دائماً.
التعليقات